مقال

نفحات إيمانية ومع السيدة مارية بنت شمعون “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع السيدة مارية بنت شمعون “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع السيدة مارية بنت شمعون، ولم يكن المقوقس اسما لرجل، وإنما كان لقبا أو اسما لوظيفة، فهو تعريب للكلمة اليونانية وتعني جلالته أو صاحب الجلالة، وهو لقب كان يستخدم كتتويج في الإمبراطورية البيزنطية ولبطاركتها، وقد ظهر هذا اللفظ في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى المقوقس عظيم القبط، ثم عاد إلى الظهور مرة أخرى في أحداث فتح مصر، وكان قد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم، رسالة جاء فيها ” بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وتلا قول الله عز وجل.

 

“قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبدوا إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون” وتقول الرواية إن المقوقس لما قرأ الكتاب سأل حامله حاطب بن أبي بلتعة، ما منع صاحبك إن كان نبيا أن يدعو على من أخرجوه من بلده فيسلط الله عليهم السوء؟ فقال حاطب، وما منع عيسى أن يدعو على أولئك الذين تآمروا عليه ليقتلوه فيسلط الله عليهم ما يستحقون؟ قال المقوقس، أنت حكيم جئت من عند حكيم، وقد استقبل المقوقس الرسالة بالإكرام، وأمر بوضع الخطاب في نعش عاجي لحفظه في خزانة الحكومة بأمان، وأهدى النبى صلى الله عليه وسلم، جاريتين أختين هما مارية القبطية وسيرين.

 

وهما ابنتا شمعون، بالإضافة إلى ملابس وبغلة تدعى دلدل، وفي رواية أخرى بعث المقوقس بطبيب ولكن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، رده قائلا ” اذهب لا حاجة لنا بك، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع ” وقد ذكر الطبري أن الوفد قد تم إرساله في شهر ذي الحجة فى السنه السادسه من الهجره، و يقول ابن سعد إن المقوقس أرسل هداياه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، في السنه السابعه من الهجره، وقد تم حفظ رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى المقوقس في دير أخميم المسيحي في مصر، وهناك ألصقها راهب على كتابه المقدس، كانت الرسالة مكتوبة على ورق الرق، من هناك، وقيل أنه حصل عليها مستشرق فرنسي وباعها إلى السلطان عبد المجيد العثماني.

 

مقابل ثلاثه مائه جنيه استرليني، وقد ثبت السلطان الرسالة في إطار ذهبي وحفظها فى خزانة القصر الملكي، إلى جانب الآثار الأخرى المقدسة، وقد أكد بعض العلماء المسلمين أن الرسالة كتبها أبو بكر الصديق، وأما عن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي فهو صحابي بدري، وقد أسلم وهاجر إلى المدينة المنورة، وقد شارك مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلمن في غزواته كلها، وكان رسوله إلى المقوقس عظيم مصر، وكان حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن عمير بن سلمة اللخمي هو حليفا لبني أسد بن عبد العزى في الجاهلية، وقيل كان مولى لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، فكاتبه، وكان حاطب يمتهن تجارة الطعام.

 

كما كان على قدر من الغنى وله عبيد، وقد أسلم حاطب وهاجر إلى يثرب مع سعد بن خولي مولى حاطب بن أبى بلتعه، فنزلا على المنذر بن محمد بن عقبة، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين رخيلة بن خالد، وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزواته كلها، وكان فيها من الرماة المعدودين، وكما شهد حاطب صلح الحديبية، وكان رسول النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المقوقس عظيم القبط، فى السنة السادسه من الهجره، الذي بعث معه مارية القبطية وأختها سيرين هدية للنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه قبل فتح مكة، بعث حاطب إلى أهل مكة رسالة يحذرهم من هجوم المسلمين عليهم مع امرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى