مقال

الفكر العقيم وسؤ الظن.

الفكر العقيم وسؤ الظن.

 

بقلم إبراهيم عيسى

 

كل منا يري غيره ولا يري نفسه فدائما وأبدا نري اخطاء الآخرين ولا نري أخطأنا كل منا لابد أن يهتم بنفسه و لا يجب أن يهتم بغيره فقال تعالي ( لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ) اي لا يخصك ما يفعله غيرك يفعل ما يفعل، لن يحاسب أحد عن غيره الكل سوف يحاسب علي عمله فقط ، كل منا يفعل ما يفعل ويجد لنفسه الف مبرر ومبرر علي هذا ، ونسينا قول الله تعالي ( بل الإنسان علي نفسه بصيره ولو القي معاذيره لا تحرك به لسانك لتعجل به ) ، ولكن حينما يخطأ الآخرين نقيم لهم الميزان ونبدأ لهم في المحاكمات وأحيانا ندخلهم الجنه والنار .

 

وحينما أردت أن أعرف السبب أدركت أنه أما أن يكون مرض نفسي أو أنه هروب من الواقع ، أو اننا نستبسط ما نفعل ونعظم ما يفعله غيرنا ، و أن كل منا لا يعرف لو أن شخص فعل مصيبة أو شي مشين هو أنه وقع في اختبار من الله ولكنه فشل ولكن لو انا وقعت تحت هذا الاختبار هل سوف أنجح أم لا، انا لم أكن مكانه في نفس ظروفه لما احكم عليه؟ وإنني أن كنت لم أقع في ما وقع فيه غيري ما هي إلا رحمة من الله أنه لم يبتليني حتي هذه اللحظة فلا داعي بأن نقيم غيرنا وان لا ننصب لهم المحاكم ، ولكن نقول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا .

 

احيانا الظروف تحكم علي اصحابها تصرف غير ما نتوقع وهذا ليس عيب فيهم ولكن رغم ارادتهم أو عدم ادراكهم لابعاد الامور وحينما يدركو ما فعلوا قد يندمو ، والسؤال هنا لو اننا كنا مكانهم هل كنا سوف نتصرف مثلهم أو أسوأ منهم ؟ ، فنجد أن الجميع لا يتورعون في أن ينظروا الي غيرهم ويتهموهم باتهامات باطله قد تكون خارجة عن ارادتهم ومن هنا قد نتهم وزير أو محافظ أو مسؤل بالاهمال واتهامات ليست فيهم وقد يكون أكثر حبا لعمله ووطنه منا أو أن الظروف المتاحة والإمكانيات غير مساعده عكس ما نتوقع نحن، وأننا لو كنا مكانهم ما فعلنا ما فعلوا ومن هنا نعطي لأنفسنا مبررات أما الآخرين لا .

 

الناس أجمع لا تشغلهم أفعالهم ولكن تشغلهم أفعال الآخرين والاسوء ما في الأمر و اننا نسيء الظن لو راينا شخصين يتحدثان علي الفور نظن انهم يتامرون أو أن رجل يتحدث مع امرأه علي الفور نتهمهم بأن بينهم شيء ما ، ولكن لو كان الأمر يخصنا نظن أنه عادي وليس في الأمر شيء وكان من يتكلم ما هو إلا ملاكا ، حيث قال تعالي ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن أن بعض الظن إثم) لاننا دائما نظن السؤ في غيرنا اما نحن فلا أليست هذه ازدواجية في الفكر.

 

لو راينا اشخاص في حفله ترفيهية يضحكون ويفرحون ويمرحون نقول عليهم ما لا يجب أن يقال وأننا لو كنا مكانهم لفعلنا أكثر ، حينما يفعل شخص شي نتهمه بفعلته أما إن فعلنا نحن نفس الامر يكون عادي وليس فيه شي مع انه من المفروض ان لا ننظر لاحد لا نهتم بافعال أحد وان نهتم بافعالنا نحن فلا يخصنا أفعال غيرنا الكل يفعل ما يشاء فالكل سوف يحاسبه الله علي افعاله لسنا من نحاسبه فقال تعال ( لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ) فلا تهتم بافعال غيرك اهتم بنفسك لا تنظر لعيوب الآخرين لأنك لو فعلت ذلك لن تدين نفسك فلماذا تدين غيرك؟

 

فحينما رقصت مدرسة قامت الدنيا ولم تقعد عليها تم فصلها من عملها وطلاقها من زوجها الجميع اصدر عليها احكاما جزافية مع أن الجميع يرقص ، نعم الرقص بهذه الطريقه والشكل المبتذل وخارج منزلك ومع رجل غير زوجك فهو تصرف خاطيء ومن هنا كان لابد أن يحدث استياء وغضب ،

الكل يرقص في كل مكان سواء اكان افراح أو أعياد عيد ميلاد أو نجتح أو اؤ خطوبه يحدث فيها الرقص ولكن الرقص لهم عادي لكن لغيرهم شي مشين فاصبح وسائل التواصل الاجتماعي أجمع وعاظ مستنكرين وهم جميعا يرقصون ويتراقصون الكل حكم عليها بفكر فاسد وسؤ ظن وهذا لا يبرر خطئها هنا الرقص عموما له مكانه داخل حوائط المنزل وليس علي العام وهذا يقلل من قيمة صاحبه ولكن حينما فعلت ذلك خرج الكثير يستنكر عليها ما فعلت ولو كانو مكانها لفعلو أكثر وأكثر .

 

لا يجب أن نحكم علي غيرنا نهتم فقط بامورنا فلسنا موكلين باحد كل منا لا يعلم بحاله إلا الله فلا داعي لاتهام أحد باهانة أحد باسأة الظن بأحد كل منا له ظروفه لا تبرر لنفسك وتتهم غيرك أن الله هو من يعلم السر واخفي لو فعلنا ذلك جميعا لارحنا واسترحنا من الازدواجية في الفكر والتعامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى