مقال

التجربة المرة….

التجربة المرة.

 

بقلم بنت المنوفية عبير مدين

 

لعل بعض الأصدقاء يتعجب من ذكر إسمي مقرونا بوصفي بنت المنوفية، لن أذكر السبب سوف اترك لكم إستنتاجه من الموضوع.

الأسبوع الماضي وأثناء تحضيري للسفر معرض القاهره الدولي للكتاب كان يوم السفر وبناء على رغبة إبني الكبير يوافق يوم عيد ميلاده وعيد هنا بمعنى فرحة حتى لا تقع تحت طائلة الاستنكار الديني، وبناء على رغبته أيضا إختار أن نسافر بالقطار أراد أن يكون يوما مميزا في حياته وقد كان!

طوال سنوات كان عددا من الاصدقاء يستنكر هجومي المتواصل على مرفق السكة الحديدية واختص بها النقل في محافظتي المنوفية وهو ما أراه رأي العين من خلال خط طنطا منوف القاهرة هذا الخط الذي يحتاج إلى نظرة مسؤول بعين المسؤولية والرحمة لمستخدميه في انتقالاتهم

بداية سعر التذكرة الذي وصل لعشرة جنيهات ليس هذا المهم من وجهة نظري لكنه يهم آلاف الركاب البسطاء الذين يستخدمونه بصفة يومية يهمهم سعر الاشتراك الذي وصال وربما تجاوز الألف جنيه

الكارثة أن رغم الارتفاع الجنوني في سعر التذكرة والذي وصل إلى عشرة أضعاف سعرها قبل سنوات قليلة لا يوجد مكان حتى للوقوف! الصورة أبشع مما كنت أراها بعيني واستنكرها من مجرد رؤية القطار يقطع محطتي شبين الكوم القديمة والجديدة والواقعتان بالحي الذي أسكن فيه.

القطار بيئة خصبة للتحرش والسرقة والسبب الزحام الرهيب داخله ورغم هذا الزحام فإن الباعة الجائلين والمتسولين يقطعون طرقات القطار ذهاب و إيابا بكل عشم! لا الوم الباعة فهم باحثون عن الرزق الحلال بشتى الطرق وبالتأكيد أنهم يتحملون هذا العناء من أجله، لن أتحدث عن العطل الذي أصاب القطار في الطريق سوف أعتبره صدفه ولن أتحدث عن توقف القطار في محطة شبرا وحركة تبديل القطارات وتدافع الناس خشية أن يفوتهم القطار الآخر سوف أعتبرها حالة طارئة نتيجة التجديد و الصيانه، لكن أتحدث عن وضع الركاب اللا إنساني هل وضعت نفسك أيها المسؤول موضع أحد ركاب هذا الخط؟ هل تخيلت ما يمكن أن يحدث لابنتك او زوجتك او والدتك أو والدك المسن إذا كانوا من تعساء الحظ مستخدمي هذا الخط؟

لا ادري لماذا لا تتم إضافة عربة أو أكثر حتى يتسنى للراكب الوقوف بآدمية؟ لماذا لا يتم زيادة عدد القطارات على هذا الخط الحزين؟

كنت أرى القطارات على هذا الخط في طفولتي واستمتع بعد عرباتها التي كان يصل إلى عشر عربات وهذا رغم قلة عدد السكان وقتها مقارنة باليوم كان عدد القطارات أكثر من اليوم رغم الزيادة السكانية

اليوم الوضع سيء إما أن تفقد حياتك أو أحد أعضائك أو تفقد أكثر من ساعة لتستقل القطار التالي والذي لا يختلف حاله عن حال القطار السابق له أو أنك تفقد آدميتك وانت تركب أو تفقد إنسانيتك وانت تحارب الصغير والكبير والفتاة والحوامل و… وانت تدافعهم من أجل أن تجد مكان تقف فيه لتذهب إلى عملك أو تعود إلى بيتك.

لاشك أنها كانت تجربة مرة أصابني الإغماء وانا أقف أكثر من ساعة بجوار الحمام وكدت أن أفقد ابنتي والناس يدفعونها بعيدا وهي بلا خبرة تجهل كيف تتصرف، أما إبني الكبير فظل يلعن اليوم الذي ولد فيه.

السادة مسؤولي السكة الحديدية السادة المحترمون أعضاء مجلس النواب لن اقول بمحافظتي المنوفية لكن بكل المحافظات التي يقطعها قطار طنطا منوف القاهرة أين ضمائركم؟! راحة المواطنين مسؤوليتكم ومن مهام وظائفكم وسوف يسألكم الله يوما عن ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى