مقال

مخاطر الطلاق والإنفصال ” جزء 2″

مخاطر الطلاق والإنفصال ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع مخاطر الطلاق والإنفصال، وأن الرجل هو الأصل، والمرأة هي الفرع، هو الكل وهي الجزء، ولا حياة للكل إلا بجميع أجزائه، ولا حياة للجزء إلا بانتمائه لأصله، ولذلك كانت القوامة للرجل، فيقول الله تعالى ” الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم” وإن هذه القوامة يجب أن تفهم فهما صحيحا، فهي لا تعني الاستعلاء ولا الإرهاب وإنما تعني المسئولية، وهي مسئولية الراعي نحو رعيته، وهي مسئولية أصل الشجرة نحو فروعها، فإن أصل الشجرة قوي ثابت في الأرض يمتص من الأرض الماء والغذاء ويمد بهما الفروع، أصل الشجرة هو الذي يحمل الفروع فتحيا بحياته، وتأمل في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم رجال أمته كيف يتعاملون مع نسائهم فيقول.

 

“ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم” رواه الترمذي، وكلمة عوان تعنى أسرى، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالإحسان في معاملة الأسير وهو عدو، وقال الله تعالى ” ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا” فكيف إذا كان الأسير حبيب؟ فيجب العنايه به والاهتمام به والخوف عليه فهكذا هى الزوجه الحبيبه هى أسيره عند زوجها ويجب عليه أن يصونها ويرعاها، فإنها كلمة من الكلمات أبكَت عيون الأزواج والزوجات، وروّعت قلوب الأبناء والبنات، يا لها من كلمة صغيرة، ولكنها جليلة عظيمة خطيرة وهي كلمة الطلاق وهو الوداع والفراق، والجحيم والألم الذي لا يُطاق، فكم هدم من بيوت للمسلمين، وكم فرّق من شمل للبنات والبنين، كم قطع من أواصر للأرحام والمحبّين والأقربين يا لها من ساعة حزينة.

 

ويا لها من ساعة عصيبة أليمة، فإن يوم سمعت المرأة طلاقها، فكفكفت دموعها، وودّعت زوجها، ووقفت على باب بيتها لتلقي آخر النظرات على بيت مليء بالذكريات، يا لها من مصيبة عظيمة، هدمت بها بيوت المسلمين، وفرق بها شمل البنات والبنين، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية “الأصل في الطلاق الحظر، وإنما أبيح منه قدر الحاجة كما ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم “إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرّقت بينه وبين امرأته، قال فيدنيه منه، ويقول نِعم أنت” وقال الأعمش أراه قال “فيلتزمه” وقد قال الله تعالى في ذم السحر.

 

كما جاء في سورة البقرة ” فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه” وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “المنتزعات والمختلعات هن المنافقات” ولهذا لم يبح إلا ثلاث مرات، وحرمت عليه المرأة بعد الثالثة، حتى تنكح زوجا غيره، وإذا كان إنما أبيح للحاجة، فالحاجة تندفع بواحدة، فما زاد فهو باقي على الحظر” وإن الزوجه الصالحه هى هدف وطموح كل انسان وهى كما اخبرنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم انها خير متاع الدنيا للرجل بعد تقوى الله هى الزوجه الصالحه وهى الحسنه التى ننادى بها فى الدنيا عندما ندعوا الله عز وجل ونقول اللهم آتنا فى الدنيا حسنه فهذه الحسنه التى نرجوها من الله فى الدنيا هى الزوجه الصالحه ويكثر التساؤل هذه الأيام عن كيفية اختيار الزوجة أو الزوج في عصر كثرت فيه المفاهيم واختلطت فيه القيم.

 

وليس غريبا أن نجد مثل هذا التساؤل في الوقت الذي يتربى فيه أبناء المسلمين في عالم أصبح مترابطا لهيمنة وسائل الإعلام والاتصالات، وما تبع ذلك من إحتكاك ثقافي بين الأمم والشعوب، ومهما يكن ينبغي علينا أن نبقى قريبين من كتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى لا تتفرق بنا السبل عن سبيله؛ فنتيه في خضم الأفكار الناشئة بعيدا عن الهدي الإلهي ونوره المبين، ولقد كثر الطلاق اليوم حينما فقدنا زوجا يرعى الذمم، وحينما فقدنا الأخلاق والشيم، زوج ينال زوجته اليوم فيأخذها من بيت أبيها عزيزة كريمة ضاحكة مسرورة، ويردها بعد أيام قليلة حزينة باكية مطلقة ذليلة، ولقد كثر الطلاق اليوم حينما استخف الأزواج بالحقوق والواجبات، وضيّعوا الأمانات والمسؤوليات، وسهر إلى ساعات متأخرة، وضياع لحقوق الزوجات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى