مقال

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 4″

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الرابع مع سبحان الذي أسري بعبده ليلا، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فوجد ناسا شفاههم كمشافر الابل, فيأتي من يفتح أفواههم, فيلقي فيها قطعا من اللحم الخبيث, فيضجون منها الى الله عز وجل، لأنها تصير نارا في أمعائهم فلا يجيرهم أحد حتى تخرج من أسفلهم فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى بالباطل ظلما, انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا، وكما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقا ممتدا الى النار يمر فيه آل فرعون, فيعرضون على النار غدوا وعشيا, وأثناء مرورهم يجدون على الطريق أقواما بطونهم منتفخة مثل البيوت, كلما نهض أحدهم سقط يقول اللهم أخر يوم القيامة, اللهم لا تقم الساعة فيطؤهم آل فرعون بأقدامهم.

 

فقال صلى الله عليه وسلم من هؤلاء يا جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هؤلاء هم الذين يتعاملون بالربا من أمتك، فيقول تعالي “ولا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس” فلقد طرحت رحلة الإسراء والمعراج أهم القضايا التي تتعلق بالفرد والمجتمع فمنها ما اتصل بالأموال، ومنها ما اتصل بالأعراض، ومنها ما اتصل بالعبادات، حيث أرسى الإسراء معالم المجتمع الفاضل الذي لابد له أن يحذر أخلاقيات تقضى على تماسكه، وتسعى في هدمه، فبصّر الإسلام بتلك المرائي التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم فى رحلته كل إنسان في المجتمع الإسلامي، ووضع يده على ركائز قيام ذلك المجتمع، وأسرار بقائه، وأسباب فنائه، كما أشارت إلى أكبر الجرائم الاجتماعية وأشدها خطرا على الأفراد والمجتمع، وأما عن جبريل عليه السلام فكان يسير بجناحيه.

 

الى جانب البراق مؤنسا ورفيقا للرسول صلى الله عليه وسلم, كانت وجهتهما بيت المقدس حيث يوجد المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وفي الطريق تعددت المشاهد وفي هذا المشهد تظهر امرأة جميلة متبرجة بكل أنواع الزينة, حاسرة على ذراعيها تنادي يا محمد انظرني أسألك, فلم يلتفت اليها صلى الله عليه وسلم, ثم سار صلي الله عليه وسلم ما شاء الله له أن يسير, فقال جبريل للرسول صلي الله عليه وسلم أما سمعت شيئا في الطريق؟ فقال صلي الله عليه وسلم “بينما أنا أسير اذا بامرأة حاسرة على ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تقول يا محمد انظرني أسألك فلم أجبها, ولم أقم عليها” فقال جبريل تلك الدنيا, اما أنك لوأجبتها, لو أقمت عليها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة, وأما الشيء الذي ناداك من جانب الطريق فهو ابليس، ولقد شاهد النبي صلي الله عليه وسلم.

 

أمين الوحي جبريل في صورته الحقيقة وله ستمائة جناح كل جناح منهم قد سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر و الياقوت والله به عليم وكان جبريل يأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم في صورة الأدميين كما كان يأتي الأنبياء قبله فسأله رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يريه نفسه علي صورته التي جبل عليها فأراه نفسه مرتين مره في الأرض ومره في السماء، فأما التي في الأرض فبالافق الأعلي اي جانب المشرق حيث كان رسول الله صلي الله عليه وسلم بغار حراء فطلع عليه جبريل من ناحية المشرق وفتح جناحية فسد ما بين المشرق والمغرب فخر رسول الله صلي الله عليه وسلم مغشيا عليه فنزل جبريل في صوره الآدميين فضمه الي نفسه وجعل يمسح الغبار عن وجهه وأما التي في السماء فعند سدرة المنتهي ولم يره أحد من الأنبياء علي صورته الملكيه.

 

التي خلق عليها إلا نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وقد علم أمين الوحي جبريل عليه السلام النبي صلي الله عليه وسلم القرآن وأوحي جبريل الي الرسول صلي الله عليه وسلم ما أوحي إليه من اوامر الله عز وجل، وكان من صفات جبريل عليه السلام أنه شديد القوي ومما يدل علي شدة قوته انه قلع قري قوم لوط وحملها علي جناحه حتي بلغ بها السماء ثم قلبها وأيضا صاح بثمود فأصبحوا خامدين وأيضا كان هبوطه بالوحي علي الأنبياء او صعوده في أسرع من رجعه الطرف وذو حصافه في العقل وقوة الجسم، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أقواما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم “كل من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا” فقال النبي صلى الله عليه وسلم” من هؤلاء يل جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى