مقال

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 8″

سبحان الذي أسري بعبده ليلا ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثامن مع سبحان الذي أسري بعبده ليلا، ويقول الله سبحانه في حديثه القدسي “كلكم مذنب الا من عافيت فاستغفروني اغفر لكم، كلكم فقير الا من أغنيت فأنا جواد واجد ماجد أفعل ما أشاء عطائي كلام وعذابي كلام إذا أردت شيئا فإنما اقول له كن فيكون” ولقد شاهد النبي صلي الله عليه وسلم قوما علي أقبالهم رقاع وعلي أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام يأكلون الضريع والزقوم ورقيق جهنم فقال ماهؤلاء ياجبريل ؟ قال هؤلاء الذين لايؤدون زكاه أموالهم وما ظلمهم الله، وما ربك بظلام للعبيد، والله عز وجل يقول “والذين يكنزون الذهب والفضه ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون” ولقد شاهد النبي صلي الله عليه وسلم قوم بين أيديهم.

 

لحم نضيج في قدر ولحم آخر نيء في قدر خبيث فجعلوا يأكلون النيء الخبيث ويتركون النضيج فقال ما هؤلاء ياجبريل ؟ قال هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأه الحلال الطيب فيأتي امرأه خبيثة فيبيت عندها حتي يصبح، والمرأه تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتي رجلا خبيثة فتبت عنده حتي تصبح يبين الله عقوبة ذلك فيقول “الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلده ولا تأخذ كم بهما رأفة في دين الله أن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين” والرجم ثابت لمن زني وهو متزوج حتي الموت ذهب ماعز الي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال يا رسول الله لقد زنيت فقال صلي الله عليه وسلم “أستغفر الله” فما زال ماعز يكررها حتي قال له أبوبكر الصديق رضي الله عنه لو قلت الرابعه لرجمك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالها.

 

فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلك قبلت او لمست فقال ماعز يا رسول الله لقد أتيت من المرأه حراما كما يأتي الرجل من زوجته حلالا فأمر به فرجم فقال بعض الصحابه لقد ستر الله عليه وفضح نفسه عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فرجم رجم الكلاب فقال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم “لقد تاب توبة لو وزعت علي امه لوسعتهم والذي نفسي بيده انه الآن لفي انهار الجنه يتغمس فيها” ولقد شاهد النبي صلي الله عليه وسلم رجلا قد جمع حزمه عظيمه لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال ما هذا ياجبريل ؟ قال هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس لا يقدر عليها في أدائها وهو يريد أن يحمل عليها والله عز وجل يقول “أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الي أهلها” ولقد شاهد النبي صلي الله عليه وسلم قوما ترضخ رؤوسهم بالصخر.

 

كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شئ فقال ما هذا يا جبريل ؟ قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاه المكتوبه ويقول الله عز وجل “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون” ولقد شاهد النبي صلي الله عليه وسلم حجرا صغيرا يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع فقال ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا الرجل يتكلم بالكلمه العظيمه ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها، ويقول صلي الله عليه وسلم “الكلمه الطيبه صدقه” ويقول أيضا صلي الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت” ولقد شاهد النبي صلي الله عليه وسلم قوما يزرعون و يحصدون في يوم كلما حصدوا الزرع عاد كما كان فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام ماهذا ؟

 

قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنه الي سبعمائة ضعف لقوله سبحانه تعالي “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم” وإن من الحقائق العلمية أن القوة تتناسب تناسبا عكسيا مع الزمن، فكلما زادت القوة قل الزمن، فكيف إذا كانت القوة هنا هي قوة الحق سبحانه ؟ لذا تقول الروايات أن النبي أسري به وعرج وعاد وفراشه لم يزل دافئا، وتبدأ رحلة الاسراء، والاسراء هي رحلة أرضية تمت بقدرة الله تعالى من مكة الى بيت المقدس، والمعراج، هي رحلة سماوية تمت بقدرة الله لرسول الله صلي الله عليه وسلم من بيت المقدس الى السماوات العلا، ثم الى سدرة المنتهى، ثم اللقاء بجبار السماوات والأرض، فيأتي أمين الوحي جبريل عليه السلام الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو نائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى