مقال

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 3”

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الخليفة الأموي مروان بن محمد، وكان اليمنيين وهم أنصار بني أمية، كانوا منقسمين إلى فريقين، فريق يميل إلى بيعة خالد بن يزيد بن معاوية، وكان هذا الفريق يتزعمه حسان بن مالك بن مجدل الكلبي، ومالك بن هبيرة السكوني، وكان حسان بن مالك بن بحدل بن أنيف الكلبي، هو أمير من بادية الشام، وقد شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وكانت عمته ميسون بنت بحدل زوجة معاوية، وكان عاملا له على فلسطين، وأخلص لبني أمية حتى النهاية، إذ كان في صف مروان بن الحكم في حربه ضد الضحاك بن قيس، وكان مالك بن هبيرة السكوني الكندي، هو صحابي وهو أحد قادة جيوش الأمويين، وقد تولى ولاية حمص أيام الخليفه معاوية بن أبي سفيان.

 

وقد شارك في فتح حمص وفتح مصر ومعارك صفين وكان أمير جيش معاوية ضد الروم وكان الفريق الآخر يميل إلى بيعة مروان، ويتزعمه روح بن زنباع الجذامي والحصين بن نمير السكوني، ومعهم عبيد الله بن زياد، وكان روح بن زنباع، كان صاحب الشرطة أيام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وكان من المقربين لدية وممن يستمع إليهم، وهو من تنبأ في ذكاء ومهارة الحجاج بن يوسف الثقفي القيادية وبذلك قدمة إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد قال عبد الملك عن الحجاج “الحجاج هو جلدة ما بين عيني ” وقد روى روح بن زنباع عن أبيه وكان له صحبة، وكان ابنه روح بن روح، وشرحبيل بن مسلم، وغيرهم، وكان له دار في دمشق معروفة في البُزوريين وقد ولي جند فلسطين ليزيد بن معاويه.

 

وكان يوم مرج راهط مع مروان، وقد وهم مسلم، وقد قيل له صحبة، وإنما الصحبة لأبيه، وقد روى ضمرة، عن شيخ له، قال كان روح بن زنباع إذا خرج من الحمام، أعتق رقبة، وتوفي سنة أربع وثمانين من الهجره، وكان الحصين بن النمير بن نائل السكوني الكندي، كان قائدا عسكريا في الدولة الأموية، وقد قاتل في موقعة صفين وكان قائد قسم من جيش مسلم بن عقبة الذي استباح المدينة المنورة ثم قاد بقية الجيش عقب وفاة ابن عقبة المري وفق رغبة يزيد بن معاوية، وحاصر عبد الله بن الزبير وضرب الكعبة بالمنجنيق وقاتل في ثورة التوابين وقتل حبيب بن مظاهر الأسدي وعلق رأسه على رقبه حصانه، وكان له دور كبير في جمع القبائل اليمانية في الشام لنصرة مروان بن الحكم وله أثر بارز في معركة مرج راهط .

 

ولقد كان توحيد موقف أنصار الأمويين هو نصف الطريق إلى النجاح، وبعد مناقشات ومداولات تغلب الفريق الثاني، الذي يؤيد مروان، وكان حُجتهم في ذلك أن خالد بن يزيد لا يزال صغيرا، وليس ندا لابن الزبير، فقد قالوا لمعارضيهم لا والله لا تأتينا العرب بشيخ ويقصدون ابن الزبير، ونأتيهم بصبي، فاتفقوا على حل يرضي الجميع وهو أن تكون البيعة بالخلافة لمروان، ثم من بعده لخالد بن يزيد، ومن بعده لعمرو بن سعيد الأشدق، واتفقوا على عقد مؤتمر في الجابية لإنهاء المشكلة، وأما الضحاك بن قيس زعيم الفريق الذي مال إلى ابن الزبير بل بايعه فقد مال إلى بني أمية من جديد، حيث كان من أقرب رجال معاوية وابنه يزيد وكان الحاكم الفعلي لدمشق منذ وفاة يزيد وحتى بيعة مروان بن الحكم.

 

فأرسل إليهم يعتذر عن خروجه عن طاعتهم وأعلن أنه سيحضر مؤتمر الجابية، ولكنه لم يستطع المضي في خطته، فقد مُورست عليه ضغوط للبقاء على بيعته لابن الزبير من رجاله وبصفة خاصة ثور بن معن السلمي فلم يذهب إلى الجابية بل ذهب إلى مرج راهط حيث دارت المعركة الحاسمة بينه وبين مروان، وكان ثور السلمي، هو جد معن بن يزيد بن الأخنس السلمي لأمه، ويكنى أبا أمامة، وقد قال ابن الاثیر، أن ثور هو والد يزيد بن ثور السلمي، وقد بايع هو وابنه يزيد، وابن ابنه معن بن يزيد، ولم يؤثر موقف الضحاك بن قيس وتذبذبه على بني أمية، فقد أحكموا أمرهم ومضوا في خطتهم وعقدوا مؤتمرهم التاريخي في الجابية، وبايعوا لمروان بالخلافة في الثالث من ذي القعدة سنة أربعه وستين من الهجره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى