مقال

حديث الصباح….

حديث الصباح.

 

أشرف عمر

 

*( خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا )*

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حتَّى أصْبَحَ، قالَ:

 

*{ ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنَيْهِ ، أوْ قالَ: في أُذُنِهِ }.*

 

مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ( رَوَاهُ البُخَارِيْ و مًسلِمٌ ).

 

*شرح الحديث:*

لقدْ قعَدَ الشَّيطانُ للإنسانِ في كلِّ طَريقٍ؛ ليَحولَ بيْنَه وبيْن طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والقِيامِ بما أُمِرَ به، لا سيَّما الصَّلاةِ التي هي عِمادُ الدِّينِ، ولا نَجاةَ للعبْدِ مِن كَيدِ الشَّيطانِ وحَبائلِه إلَّا بالاستعانةِ باللهِ عزَّ وجلَّ، والأخْذِ بأسبابِ الوِقايةِ والحِفظِ.

 

وفي هذا الحَديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه ذُكِر عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلٌ نام حتَّى أصبَحَ ولم يَقُمْ إلى الصَّلاةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه رجُلٌ بال الشَّيطانُ في أُذنِه، أي: استخَفَّ به، واحتقَرَه، واستعلَى عليه.

 

وقيل: لا مانعَ مِن حقيقتِه؛ لعدَمِ الإحالةِ فيه؛ لأنَّه ثبَتَ أنَّه يأكُلُ ويَشرَبُ ويَنكِحُ، فلا مانعَ مِن أن يَبولَ. وخَصَّ الأُذنَ بالذِّكرِ دونَ عَينَيه أو بَقيَّةِ حَواسِّه؛ لأنَّ الأُذنَ هي أداةُ الانتباهِ الأُولى، وخَصَّ البَولَ مِن الأخْبثَينِ؛ لأنَّه أسهَلُ مَدخَلًا في التَّجاويفِ، وأوسَعُ نُفوذًا في العُروقِ، فيُورِثُ الكَسَلَ في جَميعِ الأعضاءِ.

 

والمرادُ: أنَّ مَن نامَ عن الصَّلاةِ ولم يَستيقِظْ حتَّى يُصبِحَ، تمكَّن الشَّيطانُ منه، وتحكَّمَ به، وساقَه بعيدًا عن طَريقِ الطَّاعةِ وسَبيلِ الرَّشادِ.

 

صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى