مقال

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 11”


الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 11”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الحادي عشر مع الخليفة الأموي مروان بن محمد، وكان خازم بن خزيمة بن عبد الله التميمي هو قائد كبير من كبار قادة الدولة العباسية وقد قضى على كثير من حركات الخوارج في عهد ابي جعفر المنصور، وأما عن مَرْو الرُّوْذ وتسمى أحيانا مرو الصغرى وهى مدينة تاريخية قديمة قريبة من مرو الشاهجان وتقع بقرب نهر المرغاب أيضا، وبين مرو الشاهجان ومرو الروذ خمسة أيام مشيًا كما تشير المصادر التاريخية وهذا يعني مايقارب الأربعين فرسخًا التي تساوي مائتين كيلو متر الآن وهذا على أساس أن الفرسخ يساوي خمسه كيلو متر، وهى أصغر من مرو الشاهجان، ثم بعث أبو مسلم إلى هراة النضر بن نعيم، فأخذها من عاملها الأموي عيسى بن عقيل الليثي، وجاء عاملها إلى نصر هاربا، ثم وجه أبو مسلم أبا داود.

 

إلى بلخ فأخذها من عاملها الأموي زياد بن عبد الرحمن القشيري، ثم في سنة مائه وواحد وثلاثين من الهجره، وجه أبو مسلم، قحطبة بن شبيب إلى نيسابور لقتال نصر بن سيار، فالتقوا مع تميم بن نصر بن سيار وقد وجهه أبوه لقتالهم في طوس، وطوس هي مدينة تاريخية أثرية بإيران تسمى اليوم بمشهد الرضا، وقد کانت من کبری مدن خراسان القدیمة حتی هجوم المغول وهدمهم لها، وبعد القرن السابع لم ترجع إلی ما کانت عليه من قبل أبدا، فقد هاجر من بقي من أهلها رویدا رویدا إلی قریة سناباد، وقد كانت طوس مسقط الرأس العديد من کبار علماء الفرس في شتی العلوم، ومن مشاهیرهم الشاعر أبو القاسم الفردوسي الطوسي وهو صاحب کتاب شاهنامه، ومعاصره أسدي الطوسي صاحب کتاب لغت فرس.

 

وهو أول معجم فارسي في القرن الخامس، ومن علماء السنة المشهورين أبو حامد محمد الغزالي الطوسي، ومن علماء الشیعة شیخ الطائفة محمد الطوسي مؤسس الحوزة العلمیة فی النجف في القرن الخامس وخواجة نصیر الدین الطوسي فی القرن السابع، وأما الیوم فالمدينة لیست في المکان الأصلي لمدینة طوس القديمة، فلم يبقى في موقعها الأصلي سوى الأطلال والبقايا والخراب، وهو مکان قریب من مدینة مشهد الحالية حيث تفصلهما مسافة أربعه وعشرين كيلو متر، وفي السنوات الأخیرة عُمرت مقبرة الفردوسي الطوسي في أطلال طوس وصارت موقع آثار سياحيا، وأما عن قحطبة بن شبيب الطائي، فهو أحد قادة بني العباس، وقد ولد في نهاية القرن الأول الهجري وقد صحب قحطبة بن شبيب أبا مسلم الخراساني.

 

وقد ناصره في إقامة الدعوة العباسية بخراسان، وكان أحد النقباء الاثنى عشر الذين اختارهم محمد بن علي، وهو ممن استجاب له في خراسان سنة مائه وثلاثه من الهجره، وفي عام مائه واثنين وثلاثين من الهجره، التقى قحطبة بن شبيب مع أمير العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، وانتصر جند قحطبة، ولكن معن بن زائدة قتل قحطبة، وقد توفى قحطبة مقتولا سنة مائه واثنين وثلاثين من الهجره، وكان أبو مسلم بعث إلى قحطبة مدد أخر نحو عشرة آلاف فارس، عليهم علي بن معقل، فأقتتلوا في معركة طاحنة قتل فيها تميم بن نصر ومعه من جيشة سبعة عشر الف رجل، ثم إن يزيد بن عمر بن هبيرة والي مروان على العراق بعث سرية مددا لنصر بن سيار، فالتقى معهم قحطبة، فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم جند بني أمية.

 

وقتل من أهل الشام وغيرهم عشرة آلاف، وكان منهم نباتة بن حنظلة الكلابي عامل جرجان، فبعث قحطبة برأسه إلى أبي مسلم، وكان نباتة بن حنظلة الكلابي، ينتهي نسبة إلى بني عامر بن صعصعة من هوازن، وهو أحد قادة مروان بن محمد والدولة الأموية في آخر عهدها، وقد قتل على يد العباسيين في خراسان، وكان يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق لاخر خلفاء الأمويين مروان بن محمد وقد بعث نباتة بن حنظلة إلى جرجان واليا عليها ولكي يقاتل انصار الدعوة العباسية في خراسان بدم مافشل والي خراسان نصر بن سيار الكناني بإخماد ثورتهم وعندما وصل نباتة بن حنظلة الكلابي إلى نصر بن سيار أتى فارس وأصفهان، ثم سار إلى الري، وكان يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق لاخر خلفاء الأمويين مروان بن محمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى