مقال

صفحات من البطولة والتضحية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صفحات من البطولة والتضحية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 مارس 2024

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن غزوة بدر الكبري، وروي عن ابن عمر رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم” رواه أحمد وأبوداود، فإن الجهاد لا بد له من إعداد واستعداد، وإن غزوة بدر لم تكن مقطوعة الصلة بما سبقها من تربية طويلة بمكة ثم بالمدينة، حتى إذا قويت شوكة النبى صلى الله عليه وسلم وقوى عود أصحابه شرع الله لهم الجهاد، وليس الجهاد بأعمال طائشة.

يقوم بها بعض المتهورين، دون علم راسخ، ونظر في المصالح والمفاسد، ولهذا قرر أهل العلم أن الأمة متى ما ضعفت أو كانت المصلحة فى ترك الجهاد فإن الأمة تؤخر الجهاد أعني جهاد الطلب، ويبقى جهاد الدفع واجبا بقدر الاستطاعة إذا دهم العدو بلاد المسلمين، وفى هذه الغزوة تجلت صور الحب الحقيقى لله ورسوله، والاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، وبرزت صفحات من البطولة والتضحية، حيث كان الصحابة يتسابقون إلى ساحات الجهاد، ويتنافسون على القتال في سبيل الله ونيل الشهادة، بل كان لصغار الصحابة نصيب من هذه البطولات، فهذا عمير بن أبي وقاص أخو سعد، حضر غزوة بدر وعمره ستة عشر عاما، وكان قبل المعركة يتخفى عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يراه فيردّه بسبب صغره، وسرعان ما اكتشف هذا البطل الصغير.

فيؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه صغيرا رده عن المشاركة فى المعركة، فتولى وهو يبكى، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بكاءه وإصراره أجازه، فدخل المعركة، فقاتل حتى قتل رضي الله عنهم أجمعين، فقيل هم عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه بالخد أجراه، وأسدغاب إذالاح الجهاد بهم هبواإلى الموت يستجدون لقياه فيا رب فابعث لنا من مثلهم نفرا يشيدون لنا مجدا أضعناه، وهناك درس في نصر الله تعالى لأوليائه، حيث استجاب الله دعاء رسوله وأصحابه، ونصر حزبه، وأنجز وعده ، مع وجود الفارق في العدد والعدة، فقال تعالى ” ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة” ولقد أراد الله سبحانه أن يعرف المسلمون على مدى التاريخ أن النصر سنة من سنن الله، وهو سبحانه إنما ينصر من ينصره ، فليس النصر بالعدد والعدة فقط، وإنما هو بمقدار اتصال القلوب بقوة الله ” وما النصر إلا من عند الله”.

ومن دروس هذه الغزوة، أن رابطة الدين وعقيدة الولاء والبراء أعظم من كل العلاقات، والقرابات والأنساب، فها هو عبد الرحمن بن أبى بكر بعدما أسلم، يقول لأبيه أبي بكر رضي الله عنه لو رأيتني وأنا أعرض عنك فى بدر حتى لا أقتلك، فقال أبو بكر رضى الله عنه أما إنى لو رأيتك وقتئذ لقتلتك، ويقابل أبو عبيدة رضي الله عنه أباه فى المعركة فيقتله، ويمر مصعب بن عمير بعد نهاية المعركة ورجل من الأنصار يأسر أخاه أبا عزيز، فيقول مصعب شدّ وثاقه فإن أمّه ذات مال، فيقول أخوه أهذه وصاتك بى؟ فيقول مصعب هو، أى الأنصارى هو أخى دونك، وإنها صور فريدة، تمثل التطبيق الواقعي لمبدأ الولاء والبراء، فالرابطة الحقيقة هي رابطة الدين والعقيدة، فلا نسب ولا صهر، ولا أهل ولا قرابة،

ولا وطن ولا جنس ولا عصبة ولا قومية، حين تقف هذه الوشائج دون ما أراد الله، وإنما الحب والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين أولئك حزب الله، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هو الغالبون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى