مقال

سيد الشهداء حمزة ” جزء 2″ 

سيد الشهداء حمزة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع سيد الشهداء حمزة، وقال ابن إسحاق فكانت راية عبيدة بن الحارث، فيما بلغني أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين، وكان حمزة رضي الله عنه شجاعا في الجاهلية، وزاده الإسلام شجاعة على ما به من شجاعة، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم هذه الخصلة في عمه رضي الله عنه، وفي غزوة بدر الكبري أبلى بلاء حسنا منذ بداية المعركة إلى نهايتها، فلما عسكر المسلمون في بدر وبنوا حوضا يتجمع الماء فيه فيشربون منه و لا يشرب المشركون، فغاظ ذلك المشركون ومنهم الأسود بن عبد الأسد المخزومي وكان رجلا شرسا سيء الخلق فخرج من صف المشركين فقال أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهد منه أو لأموتن دونه، فخرج إليه حمزة بن عبدالمطلب فلما التقيا.

 

ضربه حمزة ضربة قطعت ساقه وهو من دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دما، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه فاتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض، وفي غزوة بدر أيضا خرج ثلاثة من أبطال المشركين هم شيبة بن ربيعة وأخوه عتبة والوليد بن عتبة يطلبون المبارزة فخرج لهم ثلاثة من الأنصار فسألوهم من أنتم ؟ قالوا رهط من الأنصار فقالوا لا حاجة لنا بكم، يا محمد، أخرج لنا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وقم يا حمزة وقم يا علي، فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا من أنتم ؟ قال عبيدة أنا عبيدة وقال حمزة حمزة، وقال علي بن أبي طالب، أنا علي، قالوا نعم، اكفاء كرام، فبارز حمزة شيبة بن ربيعة فقتله حمزه، وبارز علي الوليد بن عتبة فقتله الإمام علي.

 

وتبادل عتبة وعبيدة ضربتين كل منهما جرح صاحبه، فكر حمزة وعلي على عتبة بن ربيعة فأجهزا عليه واحتملا صاحبهما إلى المعسكر، وقد كان لهذه النتيجة أثر على الفريقين، فقد رفعت معنويات المسلمين وانهارت بها معنويات المشركين وهم يرون ثلاثة من أصحابهم يصرعون على أيدي المسلمين وقد كان حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه يعلم في الحرب بريشة نعامة، وقاتل يوم بدر بين يدي رسول الله بسيفين، وقال بعض الأسرى من الرجل المعلم بريشة نعامة؟ قالوا حمزة، قال ذاك فعل بنا الأفاعيل وعادت فلول قريش من بدر إلى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها، ورجع أبو سفيان مخلوع القلب، مطأطئ الرأس، وقد خلف على أرض المعركة جثث سادة قريش، وجاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها.

 

ومعها حلفاؤها من قبائل العرب، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين هما الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمزة رضي الله عنه وأرضاه، وقد جاهد حمزة رضى الله عنه مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يقاتل بسيفين يوم غزوة أحد، وقد قَتل رضي الله عنه أكثر من ثلاثين مشركا في المعركة، وكان محط أنظار المشركين، ومؤامراتهم في أرض غزوة أحد، حيث أغرى جبير بن مطعم عبدا له يقال له الوحشى بالتصيد لحمزة، وقَتله، وجعل حريته مقابل ذلك، ولقد اختاروا قبل الخروج، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة، وهو عبد حبشي، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة، وجعلوا كل دوره في المعركة أن يتصيّد حمزة ويصوب إليه ضربة قاتلة من رمحه.

 

ونهاه عن الانشغال بأي شيء آخر في المعركة، وزادت هند بن عتبة التي فقدت أباها، وعمها، وابنها، وأخاها من تحريضه على قتل حمزة، انتقاما منه، وأغرته كذلك بالمال، والأشياء الثمينة، وقد استشهد حمزه رضي الله عنه، على يد الحبشي وحشى، في هذه المعركة، ووقف عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد مُثّل به، فجعل ينظر إليه منظرا، لم يكن أوجع لقلب النبي صلى الله عليه وسلم منه، ودفن أسد الله وسيد الشهداء حمزة رضى الله عنه وعبد الله بن جحش رضي الله عنهما، ودفنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قبر واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى