مقال

عبد الرحمن بن عوف القرشي ” جزء 1″

عبد الرحمن بن عوف القرشي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأمه هى السيدة الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وهى صحابية من الصحابيات اللواتي هاجرن إلى المدينة، وقد ولد عبد الرحمن بن عوف بعد عام الفيل بعشر سنين فهو أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وكان عبد الرحمن من السابقين الأولين إلى الإسلام.

 

إذ أسلم قبل دخول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان اسمه عبد عمرو وقيل عبد الحارث وقيل أيضا عبد الكعبة، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن، وقد أسلم عبد الرحمن ومعه أخوه الأسود بن عوف وهاجر الهجرتين وشهد بدرا وسائر المشاهد، وآخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي ، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل، ففتح الله عليه، وأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، أن ينكح ابنة ملكهم، وهي تماضر بنت الأصبغ الكلبي، وكان يقول ان عوف عن نفسه لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا مخبرا بذلك عن فضل الله تعالى عليه، وكان ابن عوف من أكثر الصحابة الكرام ثراء وبذلا واجتهادا.

 

وعاش مناصرا للنبي صلى الله عليه وسلم والإسلام، ولم تمنعه أمواله الكثيرة من أن يكون واحدا من العشرة الذين بشّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم من أهل الجنة، وقد هاجر عبد الرحمن بن عوف الهجرتين فهاجر بداية إلى الحبشة، ثم رجع وهاجر إلى المدينة المنورة أيضا، وعندما وصل إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ابن عوف وسعد بن الربيع رضي الله عنهما، وخرج بعد ذلك إلى السوق، فاشترى، وباع، وربح، حتى صار من أكثر المسلمين مالا، وكان عبد الرحمن من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر وأحد والخندق ودومة الجندل وكل المعارك التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد ثبت مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يوم أحد، حتى أصيب بإصابات بالغة تركت عرجا دائما في إحدى ساقيه وسقطت بعض أسنانه.

 

فتركت خللا واضحا في نطقه وحديثه، ولقد عاش فترة خلافة أبي بكر وعمر وكان من الستة الذين اختارهم عمر ليحدد الناس الخليفة منهم، وقد كان ابن عوف تاجرا من تجار المسلمين الأثرياء، وكان كريما يده ممدودة للخير، حتى قيل إنه تصدق بنصف ماله وساهم كثيرا في تجهيز الجيوش الإسلامية للغزوات، وورث لأبنائه مالا كثيرا، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني عن معمر عن الزهري، أنه تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة، وكان عبد الرحمن بن عوف كغيره من الصحابة السابقين الأولين الذين لم يدهشهم الغنى ذا منزلة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أنه قال عبد الرحمن بن عوف.

 

قطع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا بالشام يُقال لها السليل، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتب لي بها كتابا، وإنما قال إذا فتح الله علينا بالشام فهي لك، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد أتستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” دعوا لي أصحابي ” وقيل قال “مهلا يا خالد، دع عنك أصحابي فوالله لو كان لك أحد ذهبا، ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحة” رواه احمد، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد “دع عنك أصحابي” وهو يعني هذه الطبقة ذات القدر الخاص المتميز في المجتمع المسلم في المدينة ولكن الحديث بهذا المتن مردود، والأثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما ملك مد أحدهم ولا نصيفه ” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى