مقال

أبو سفيان صخر بن حرب ” جزء 1″ 

أبو سفيان صخر بن حرب ” جزء 1″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

أبو سفيان، صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الأموي وأبو حنظلة الأموي، ولد في مكة قبل عام الفيل بعشر سنين، وأمه صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر، ومعاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين هو ابنه، وتزوج رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ابنته أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وبينما كانت مهاجرة في الحبشة، بعد أن مات عنها زوجها، وكان أبو سفيان مازال على الشرك، ثم أسلم يوم فتح مكة، وكان أبو سفيان من أشراف قريش‏ وكان تاجرا يجهز التجار بمالة وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم، وكان يخرج أحيانا بنفسه، وكانت إليه راية الرؤساء التي تسمى العقاب‏.

 

وإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعتها بيد الرئيس‏،‏ وقيل كان أفضل قريش رأيا في الجاهلية ثلاثة‏‏ عتبة، وأبو جهل، وأبو سفيان، فلما أتى الإسلام أدبر في الرأي‏،‏ وهو الذي قاد قريشا كلها يوم أحد، وكان أبو سفيان بن حرب في شبابه سيد بني عبد شمس بن عبد مناف، ثم نال سيادة جميع بطون قريش بعد معركة بدر بعد مقتل عتبة بن ربيعة العبشمي وأبو الحكم عمرو بن هشام المخزومي، ثم نال سيادة جميع فروع قبيلة كنانة في معركة أحد وبقي على هذا حتى فتح مكة، وكان أبوه حرب بن أمية قائد جيوش بني كنانة في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان وهو أول من كتب باللغة العربية، وأخته هي أم جميل أروى بنت حرب التي ذكرت في القرآن الكريم بوصف حمالة الحطب، وابنته هي أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وابنه معاوية بن أبي سفيان هو أول خلفاء الدولة الأموية، وقد جاء إسلام أبي سفيان زعيم قريش الأول والأبرز في ظروف ضعف أصيب بها كفار قريش بعد إظهار الله تعالى لدينه إذ أسلم حينما لقي جيش المسلمين متوجها إلى مكة لفتحها على يد العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما، إذ أرسله قومه مع حكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء لجمع أخبار جيش النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأسلموا جميعهم حين رأوا قوة المسلمين وعددهم وأنه سيصعب على قريش الصمود في وجه هذا الجيش، ثم أخذ العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أبا سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يأخذ منه الأمان على نفسه وأهله، وبإسلامه ضمن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، انهيار معنويات كفار قريش وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على مواجهة المسلمين.

 

مما يضمن استسلامهم دون قتال أو مقاومة، ولا ننسى في يوم غزوة أحد كان أبو سفيان بن حرب هو الذي قاد قريشا كلها يوم أحد، ولم يكن بأعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة الجيش وتنظيمه، لكن أبا سفيان استطاع أن يجند عددا كبيرا من قريش، فكانت عدتهم ثلاثة ألف فيهم سبعمائة دارع، ومعهم مائتي فرس، وكما كان هناك موقف آخر مع زيد بن الدثنة، إذ اجتمع رهط من قريش فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين جاء ليُقتل أنشدك بالله يا زيد، أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك، قال والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي فقال أبو سفيان ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا، ولما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران.

 

قال العباس بن عبد المطلب واصباح قريش، والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكة عنوة قبل أن يستأمنوه، إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر، قال فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، فخرجت عليها حتى جئت الأراك، فقلت لعلي ألقى بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة، فقال فوالله إني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له، إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان، وأبو سفيان يقول ما رأيت كاليوم قط نيرانا ولا عسكرا، قال يقول بديل هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب، قال يقول أبو سفيان خزاعة والله أذل وألأم من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها قال فعرفت صوته فقلت يا أبا حنظلة، فعرف صوتي.

 

فقال أبو الفضل؟ قلت نعم، فقال ما لك فداك أبي وأمي؟ فقلت ويحك يا أبا سفيان، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، واصباح قريش والله، قال فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قال قلت لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأستأمنه لك، قال فركب خلفي ورجع صاحباه، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا عم رسول الله على بغلته، حتى مررت بنار عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال من هذا؟ وقام إلي، فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة قال أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن الله منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة الرجل البطيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى