مقال

الوليد بن الوليد بن المغيرة.

الوليد بن الوليد بن المغيرة.

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

الصحابى الجليل الوليد بن الوليد بن المغيرة، وهو الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، يُكنى بأبي عبد شمس، وأمه هى السيدة أميمة بنت الوليد بن عُشي من بجيلة، وقيل هى آمنة أو عاتكة بنت حَرملة، وكان أبوه الوليد بن المغيره، سيد من سادات قريش في الجاهلية، وكان من أصحاب المشورة والرأي، وكان ذو مكانة ومنزلة عالية عند قبائل العرب، ولذلك فقد كان يُلقب بريحانة وقاضي قريش وعظيم القريتين، وكان يُشتهر بالحكمة، فقد كان الناس يلجئون إليه ليحكم بينهم بالعدل والمساواة، وكان أكثر أهل قريش أولادا وأموالا، ومما اتصف به أنه منع نفسه وأولاده من شرب الخمر، وقد جاء الوليد بن المغيرة إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

في أحد الأيام، فسمع منه القرآن الكريم، فأدرك حينئذ أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون من تأليف البشر، وقد قال لبعض المشركين فوالله، ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن مني، والله، ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله، إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، وعلى الرغم من ذلك وخوفا على جاهه ومُلكه، فقد ادّعى أن القرآن الكريم سحر، وعلى الرغم من كل هذا فلم يوفقه الله تعالى، إلى الهداية، فقد رفض دخول الإسلام عندما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يدعو الناس إلى الدخول فيه، وكان السبب في عدم دخوله في الإسلام خوفه على جاهه ومُلكه، فقد قال الوليد بن المغيرة أينزل على محمد.

 

وأترك وأنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف، فنحن عظيما القريتين، وقد قصد بالقريتين مكة المكرمة والطائف، وقد مات الوليد بن المغيرة بسهم دخل في ساقه عن طريق الخطأ، والوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، هو أخو خالد بن الوليد‏ سيف الله المسلول الذى سله الله على المشركين، وقيل أنه شهد بدرا مشركا، فأسره عبد الله بن جحش، وقيل‏ أسره سليك المازني الأنصاري، فقدم في فوائده أخوه خالد وهشام، وكان هشام أخا الوليد لأبيه وأمه، فتمنع عبد الله بن جحش حتى افتكاه بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد لا يبلغ ذلك، فقال له هشام‏ ليس بابن أمك،‏ والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت‏،‏ ويقال‏‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لعبد الله بن جحش‏‏ لا تقبل في فدائه إلا شكة أبيه الولي، وكان الشكة‏‏ درعا فضفاضة.

 

وسيفا وبيضة، فأبى ذلك خالد وأجاب هشام، فأقيمت الشكة بمائة دينار، فسلماها إلى عبد الله بن جحش‏،‏ فلما افتدى أسلم، فقيل له‏ هلا أسلمت قبل أن تفتدي، قال‏‏ كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار‏، فلما عاد إلى قومه حبسوه بمكة‏، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا لهم من المستضعفين المؤمنين بمكة، ثم أفلت من إسارهم ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء، وقيل‏‏ إن الوليد لما أفلت من مكة وسار على رجليه ماشيا، فطلبوه فلم يدركوه، فنكبت إصبعه، فمات عند بئر أبي عنبة، وهى على ميل من المدينة‏، وعن الوليد بن الوليد أنه قال‏ يا رسول الله، إني أجد وحشة في منامي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏‏” إذا اضطجعت للنوم فقل‏‏ بسم الله، أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشر عباده.

 

ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك، وبالحرى أن لا يقربك ‏”‏ فقالها، فذهب ذلك عنه‏، وقيل أنه لما شهد الوليد بن الوليد العمرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج خالد بن الوليد من مكة فارا، لئلا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للوليد‏‏ لو أتانا خالد لأكرمناه، وما مثله سقط عليه الإسلام، في عقله‏، فكتب الوليد بذلك إلى خالد، فوقع الإسلام في قلبه، وكان سبب هجرته‏، وقيل أن الوليد بن الوليد أفلت هو وأبو جندل بن سهل بن عمرو من الحبس بمكة فخرجا حتى انتهيا إلى أبي بصير، وهو بالساحل على طريق عير قريش، فأقاما معه، وسألت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرحامهما ألا أدخلت أبا بصير وأصحابه فلا حاجة لنا بهم، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

إلى أبي بصير أن يقدم ويقدم أصحابه معه، فجاءه الكتاب وهو يموت فجعل يقرأه فمات وهو في يده، فقَبره أصحابه هناك وصلوا عليه وبنوا على قبره مسجدا، وأقبل أصحابه إلى المدينة وهم سبعون رجلا فيهم الوليد بن الوليد بن المغيرة، فلما كان بظهر الحرّة عثر فانقطعت إصبعه فربطها وهو يقول هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت، فدخل المدينة فمات بها، ولما توفي الوليد بن الوليد حزنت السيده أم سلمة زوج النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي ابنة عمه وجلست تبكيه وتنشد فيه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تقولي هكذا يا أم سلمة ولكن قولي قول الحق سبحانه وتعالي كما جاء في سورة ق ” وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى