مقال

الدكرورى يكتب عن مسجد قباء ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن مسجد قباء ” جزء 1″

بقلم / محمــد الدكـــرورى

 

عندما هاجر النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلي المدينة المنورة قام ببناء مسجد وهو مسجد قباء ويعتبر مسجد قباء أول مسجد بناه المسلمون في الإسلام، وهو مسجد بني في المدينة المنورة، وهو أول بيت وضع للناس واهتم المسلمون في بناء المسجد في العصور الماضية على يد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن غفان، والخليفة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز ثم تتابع الخلفاء في توسيعة وتجديد بنائه وعمارته، وأما عن موقع مسجد قباء فهو يقع في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة رسول الله المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي مسافة تقترب من ثلاثة كيلو مترات ونصف الكيلو متر، وأما إن أراد الإنسان المشي من المسجد النبوي إلى مسجد قباء، وبسرعة معتدلة، فقد تستغرق معه الرحلة ما يقارب النصف ساعة من الزمان.

 

ولقد سمّي هذا المسجد بهذا الاسم، نسبة إلى قباء، وقباء هو ذلك البئر الذي يتواجد في القرية التي بني فيها هذا المسجد، وقباء أيضا هي المساكن التي يقيم فيها بنو عمرو بن عوف وهو اسم القرية ومن هنا جاءت التسمية وتعتبر قباء هي إحدى ضواحي المدينة المنورة الهامة والتي تقع على طريق الهجرة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث أنه اتجه إليها وكان الصحابي الجليل والخليفة الأول للمسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه مهاجرا معه إليها، ولما اقتربا من المدينة المنورة كان بعض الأنصار يتجمهرون بظاهر الحرة في المدينة المنورة، مستقبلين له وللصديق صاحبه، فأقام عندهم رسول الله الأعظم صلى الله عليه وسلم أربعة أيام وأقام عند شيخهم كلثوم بن هدم، حيث قام خلال أيام إقامته بتأسيس مسجد قباء الطاهر.

 

وخضع مسجد قباء للعديد من التحسينات كان أولها في عهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، واستمرت هذه التحسينات على امتداد التاريخ وكان بنو عمرو بن عوف محسودين من قبل بنو غنم بن عوف لأن الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم كان يأتي إليهم باستمرار ويصلي فيهم في هذا المسجد الخيِّر، فأراد بنو غنم بناء مسجد أسوة ببني عمرو، فبنوا مسجد الضرار وأرادوا أن يكون لهم الفضل أيضا وأرادوا أن يمتازوا على بني عمرو بصلاة أبي عامر الراهب فيه، وأبو عامر الراهب هو ذلك الشخص الذي فرّ إلى الشام حتى يأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحبه الكرام بجيش جرار فيخرجه من المدينة المنورة، ولقد كان النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حريصا على تبليغ دعوة الله تعالى على الناس.

 

متفانيا في تبليغها، ومتلهفا إلى من يؤمن بدعوته، ويحميه وينصره، فوجد ذلك في الأوس والخزرج، فأمر أصحابه بالهجرة إلى يثرب، ثم هاجر صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولما علم أهل يثرب بمقدم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم استقبلوه بالأناشيد، وحين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أقام مسجد قباء، فكان النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من وضع حجرا في قبلته، ثم جاء أبو بكر الصديق بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بن الخطاب بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر، وأخذ الناس يبنون وراءهم، وما زال البناء يرتفع، والصحابة الكرام كخلية النحل، لا يهدؤون، فرحين مستبشرين، وهم يعملون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتموا بناءه لآخر حجر فيه.

 

فبعد نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء وخلال اقامته صلى الله عليه وسلم فيها أسس مسجد قباء، ويبدو أن صاحب الفكرة، والمباشر أولا في وضع المسجد هو عمار بن ياسر، فكان مسجد قباء هذا أول مسجد بُني في الإسلام، وقد أثنى الله عز وجل على أهل قباء بقرآن يُتلى إلى يوم القيامة، فقال تعالي ” لمسجد أسس علي التقوي من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين” وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهذا المسجد مزية ليست لغيره، حيث كان يزوره كل يوم سبت، وصار هذا ديدن أهل المدينة، حيث يذهبون إلى مسجد قباء يوم السبت للصلاة فيه حتى الآن ويبدو أن بعض النساء قد شاركن في بناء مسجد قباء، فعن ابن أبي أوفى لما توفيت امرأته جعل يقول احملوها وارغبوا في حملها…؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى