مقال

الدكروري يكتب عن التابعي عبد الله بن شداد ” جزء 2″

الدكروري يكتب عن التابعي عبد الله بن شداد ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع التابعي عبد الله بن شداد، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة فأطالها فرفعت رأسي من بين الناس فإذا النبي صلى الله عليه وسلم، ساجد وإذا الصبي على ظهره فرجعت في سجودي فلما قيل يا رسول الله لقد سجدت سجدة أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر أو كان يوحى إليك ” قال كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله “وأما عن عبد الله فقد كانت أمه هى السيده سلمى بنت عميس الخثعمية وهى صحابية، وكان أبوها عميس بن معد بن تميم بن الحارث بن شهران بن خثعم، وكانت أمها هى السيده هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش، وقيل عن السيده هند أم سلمى بأنها أكرم عجوز على وجة الأرض أصهارا، وقد أسلمت سلمى قديما مع أختها أسماء بنت عميس، وتزوجت سلمى من حمزة بن عبد المطلب.

 

عم النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت له ابنته أمامة التي كانت بمكة فأخرجها الإمام علي بن أبي طالب، في عمرة القضاء، فأختصم فيها علي وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وأراد كل واحد ضمها إليه وكفالتها، فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم، لجعفر بن أبي طالب لأن خالتها أسماء بنت عميس كانت زوجته، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إن المرأة لا تنكح على عمتها ولا على خالتها ” وكان بعد استشهاد أسد الله حمزة بن عبد المطلب، في غزوة أحد سنة ثلاثه من الهجره، قد تزوجها شداد بن الهاد الليثي، فولدت له عبد الله بن شداد، وكانت السيده سلمى هي الأخت الصغرى لأسماء بنت عميس زوجة الخليفة الأول أبو بكر الصديق، وهي أيضا أخت غير الشقيقة لأم المؤمنين زينب بنت خزيمة وأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث.

 

آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأما عن حمزة بن عبد المطلب الهاشمي القرشي فهو صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمه وأخوه من الرضاعة، وهو أحد وزرائه الأربعة عشر، وهو خير أعمامه صلى الله عليه وسلم، وهو أسن من النبي صلى الله عليه وسلم، بسنتين، وكما أنه قريب له من جهة أمه، فأمه هي هالة بنت وهيب بن عبد مناف، ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد لقب بسيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله، ويكنى أبا عمارة، وقيل أبو يعلى، وقد كان حمزة في الجاهلية فتى شجاعا كريما سمحا، وكان أشد فتى في قريش وأعزهم شكيمة، فقد شهد في الجاهلية حرب الفجار التي دارت بين قبيلتي كنانة وقيس عيلان، وقد أورد أبو نعيم عن عبد الله بن الهاد.

 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه ” اللهم ثبتنى أن أزل، وأهدنى أن أضل، اللهم كما حلت بينى وبين قلبى فحل بينى وبين الشيطان وعمله ” وكانت النهايه لعبد الله بن شداد فى موقعة دير الجماجم حيث أنه غرق به فرسه فى البحر فى وقعة دير الجماجم وكانت فى عام ثلاثه وثمانين من الهجرة، وكانت في مكان بين الكوفة والبصرة يسمى دير الجماجم، وقد قضى فيها الحجاج بن يوسف الثقفي على أعنف الثورات الخارجة على بني أمية بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث، وهكذا كانت نهاية التابعى عبد الله بن شداد والذى جاءت السنة النبوية بأحاديث كثيرة في فضل التابعين ومنها عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” وقد قيل يعني الصحابة ثم التابعين، وقيل المراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، هم الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عنهم أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى