مقال

الدكرورى يكتب عن فقهاء المدينة السبعة ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن فقهاء المدينة السبعة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع فقهاء المدينة السبعة، ومن الذين عرّفوا الفقه من المتأخرين، هو الآمدي، حيث قال هو العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها هى التفصيلية، وأما عن الفقهاء السبعه فهم كالتالي سعيد بن المسيب، وهو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، وهو أبو محمد، سيد التابعين، وقد ولد في خلافة عمر بن الخطاب، وأمه أم سعيد بنت حكيم، وقد جمع بين الحديث والفقه والزهد والورع، وكان يعيش من التجارة بالزيت لا يأخذ عطاء، وكان أحفظ الناس لأحكام عمر بن الخطاب وأقضيته، حتى سُمي راوية عمر، وتوفي فى المدينة في سنة أربع وتسعين من الهجره وهو الأثبت، أو هو أصح الأقوال، وأما عن الفقيه عروة بن الزبير، وهو عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو عبد الله، وأمه هى السيده أسماء بنت أبي بكر الصديق.

 

وقد ولد سنة تسع وعشرين من الهجره، وقيل: سنة ثلاث وعشرين، كان عالما بالدين، صالحا كريما، لم يدخل في شيء من الفتن، وانتقل إلى البصرة، ثم إلى مصر فتزوج وأقام بها سبع سنين، وعاد إلى المدينة فتوفي فيها سنة أربع وتسعين، وقيل إحدى وتسعين، وقيل اثنتين وتسعين، وقيل ثلاث وتسعين، وقيل سنة خمس وتسعين، وأما عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني الفقيه، أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، وأمه هى أم ولد ويُقال لها سودة، وقد ولد في المدينة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان صالحا ثقة من سادات التابعين، وقال عنه عمر بن عبد العزيز رحمه الله لو كان لي في الأمر شيء لوليت القاسم بن محمد الخلافة، وقد عمّي في أواخر أيامه.

 

وتوفي في المدينة في سنة مائة وسته من الهجره، وقيل سنة مائة وسبعة حتى مائة واثنى عشر من الهجرة، وأما عن الفقيه عبيد الله بن عبد الله، فهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وهو أبو عبد الله الهذلي المدني الضرير، وهو مفتي المدينة، ومن أعلام التابعين، وكان إماما حجة حافظا مجتهدا، ثقة عالما فقيها كثير الحديث والعلم بالشعر، وهو مؤدّب أى هو معلم، عمر بن عبد العزيز فى طفولته، وله شعر جيد وقد أورد أبو تمام شيئا منه في ديوان الحماسة، وتوفي بالمدينة المنوره، في سنة مائة واثنين من الهجره، وقيل سنة سبع وتسعين، وقيل سنة ثمان وتسعين، وقيل سنة تسع وتسعين، وأما عن الفقيه خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، فهو خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري النجاري، وهو أبو زيد المدني من بني النجار، وأمه هى أم سعد بنت سعد بن الربيع النقيب.

 

وقد كان تابعي جليل القدر ومن عقلاء فقهاء المدينة وعبّاد التابعين وعلمائهم، وقد أدرك زمان عثمان بن عفان، وتوفي بالمدينة سنة تسع وتسعين للهجرة، وقيل سنة مائة من الهجره، وكان عمره فى ذلك الوقت أربعون سنة، وأما عن الفقيه، سليمان بن يسار، فهو سليمان بن يسار، وهو أبو عبد الرحمن، ويقال أبو عبد الله، ويقال أبو أيوب، وهو مولى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهو أخو عطاء بن يسار، وقد ولد في سنة أربع وثلاثين للهجرة في خلافة عثمان بن عفان، وكان ثقة وكان عالم فقيه، كثير الحديث، وسمع ابن عباس وأبا هريرة وأم سلمة رضي الله عنهم أجمعين، قيل أنه توفى سنة مائة وأربعة من الهجرة، وقيل حتى مائه وعشره من الهجرة، وأما عن الفقيه السابع، فيه ثلاثة أقوال، أحدها أنه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

 

والثاني أنه سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، والثالث أنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأما عن أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وأمه هى تماضر بنت الأصبغ الكلبية، وهي أول كلبيه تزوجها قرشى، وقد ولد سنة بضع وعشرين من الهجرة، وهو من متقدمي التابعين، وكان ثقة فقيها كثير الحديث، ومن أفاضل قريش وعبّادهم، ومن فقهاء أهل المدينة، ومن كبار أئمة التابعين، وكان إماما حجّة وعالم ويناظر ابن عباس ويراجعه، وله أحاديث كثيرة وفقه وفتوى، وقد تولى قضاء المدينة في عهد معاوية بن أبي سفيان، وتوفي بالمدينة سنة أربع وتسعين، في خلافة الوليد بن عبد الملك، عن عمر اثنتين وسبعين سنة.

 

وأما عن الفقيه سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فهو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أبو عمر، ويقال أبو عبد الله المدني الفقيه، وأمه كانت أم ولد، وكان ثقة ورعا كثير الحديث، وقد روى عن أبيه وأبي هريرة وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، وهو من سادات التابعين وعلمائهم وثقاتهم، وتوفى في المدينة سنة مائة وسته من الهجره، وأما عن الفقيه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، فهو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام ابن المغيرة المخزومي القرشي، قيل إن اسمه محمد، وقيل اسمه أبو بكر، وكنيته أبو عبد الرحمن، والصحيح أن اسمه وكنيته واحد، وقد ولد في خلافة عمر بن الخطاب، كان ثقة فقيها وعالم وسخى، كثير الحديث، ومن سادات التابعين، وقد لقب براهب قريش لكثرة صلاته، وتوفي في المدينة سنة أربع وتسعين من الهجرة، وكان كفيفا رحمه الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى