مقال

الدكروري يكتب عن شهر شعبان وتحويل القبلة ” جزء 2″

الدكروري يكتب عن شهر شعبان وتحويل القبلة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع شهر شعبان وتحويل القبلة، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صام يوما في سبيل الله بعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفا” رواه البخاري وفي صيام شعبان معنى آخر، ننوه عنه، وهو أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل الإنسان في رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط ،كما أن صيامه بالنسبة لرمضان كالسنة الراتبة القبلية للصلاة, وصيام الست من شوال لرمضان كالراتبة البعدية للصلاة، وإن من اجل الأحداث التي كانت في شهر شعبان هو حدث تحويل القبلة، ذلكم الحدث الجليل، الذي كان فارقا في تاريخ الأمة الإسلامية.

 

والذي يعد من ابرز مظاهر التكريم الإلهي للنبي صلى الله عليه وسلم حيث ألاستجابة لدعائه وتحقيق رغبته وأمله ورجائه، فلما هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، استقبل بيت المقدس في صلاته بأمر من الله تعالى، وظل على هذه القبلة ستة عشرا أو سبعة عشر شهرا، وكان صلى الله عليه وسلم يشتاق إلى أمر الله تعالى بالتوجه إلى البيت الحرام، قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام فكان يرجو الله بقلبه ويدعو بلسان حاله، فاستجاب الله له، وأكرمه بتحقيق ما يرجوه، فقال تعالى كما جاء في سورة البقرة ” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة” ففي أسباب النزول للواحدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لجبريل عليه السلام وددت أن الله تعالي صرفني عن قبلة اليهود إلي غيرها.

 

وكان يريد الكعبة لأنها قبلة إبراهيم، فقال له جبريل إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئا، فسل ربك أن يحولك عنها إلي قبلة إبراهيم، ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يديم النظر إلي السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله، فأنزل الله تعالى قوله سبحانه كما جاء في سورة البقرة ” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة، وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون” كما أصل ورسخ هذا الحدث مبدأ وسطية هذه الأمة، فقال تعالى كما جاء في سورة البقرة ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القلبة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبية وإن كانت لكبيرة إلا علي الذين هدي الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم”

 

فالأمة الإسلامية وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، لا غلو ولا تقصير ولهذه الوسطية معالمها الشاملة الجامعة فهي وسطية في الاعتقاد والتصور، ووسطية في الشعائر والتعبد، ووسطية في الأخلاق والسلوك، ووسطية في النظم والتشريع، ووسطية في الأفكار والمشاعر، مجانبة للغلو والتقصير ومن ذلك دعوة الناس إلى عمارة دنياهم وأخراهم على السواء وهذا من اجل السمات التي يجب تحقيقها في الشخصية المسلمة، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يعمر دنياه وأخراه، فما أكثر ما كان يدعو بهذا الدعاء القرآني الكريم كما جاء في سورة البقرة ” ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”

 

وكان من دعائه صلي الله عليه وسلم أيضا ” وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي” رواه مسلم، وفى الأخلاق في الإنفاق، يقول تعالى كما جاء في سورة الإسراء ” ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا”وكما قال تعالي في سورة الفرقان ” والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما” وإن من دروس تحويل القبلة هو بيان مكانة الصلاة فلقد سماها القران الكريم إيمانا، إذ يقول الله عز وجل في سورة البقرة ” وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، لما وجه النبي صلي الله عليه وسلم إلي الكعبة، قالوا يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلي بيت المقدس؟ فأنزل الله عز وجل قوله تعالي “وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى