مقال

الدكروري يكتب عن الإمام شُعْبة بن الحَجّاج ” جزء 5″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام شُعْبة بن الحَجّاج ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الخامس مع الإمام شُعْبة بن الحَجّاج، فقال نظرت فيما قلت فرأيت أنه لا يحل السكوت عنه، سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول سمعت الحسين بن الفرج يقول عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال جاءني أبان بن أبي عياش، فقال أحب أن تكلم شعبة أن يكف عني، قال فكلمته فكف عنه أياما، فأتاني في بعض الليل، فقال “إنك سألتني أن أكف عن أبان، وإنه لا يحل الكف عنه، فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم” ولعل أهم فضائل الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج بعد الإيمان والورع، هو أنه أمير المؤمنين في الحديث، ورأس علماء الرجال والعلل وأول من توسع في نقد الرواة وعنه أخذ الناس هذا العلم الشريف، فهو الذي شيد أركان مدرسة الجرح والتعديل في العراق، بل في العالم كله بعد أن استبانت له أصولها التي فهمها جيدا وأتقنها إتقانا.

 

واتضحت له أسسها التي ثبّتها أسلافه فقام بعزم وجد وثبات واحتياط يشيّد من فن النقد أركانه، ويقيم على أسسه بنيانه، يفعل ذلك حسبة وديانة، وأداء لحق النصيحة والأمانة، وقال صالح بن محمد البغدادي أول مَن تكلم في الرجال شعبة بن الحجاج، ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان، ثم تبعه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وقال وكيع بن الجراح إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة درجات في الجنة، بذبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو قطن سمعت شعبة بن الحجاج يقول ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث، وعنه، قال وددت أني وقاد حمام، وأني لم أعرف الحديث، وقال الذهبي معقبا “كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم، يخاف من مثل هذا، ويود أن ينجو كفافا” وعن أبي زيد الهروي عن شعبة لأن أقع من السماء إلى الأرض.

 

أحب إلي من أن أدلس، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل “حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني يوسف بن موسى يعنى التستري، قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول ليس شيء أحدثكموه الا شيئا حفظته أنا، لم يعني عليه أحد، وأخرج الخطيب عن محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال يقال إن شعبة كان إذا لم يسمع الحديث مرتين لم يعتد به ضبطا منه له وإتقانا وصحة أخذ، قال وحدثنا جدي قال سمعت أحمد بن أبي الطيب أو غيره قال قال سفيان الثوري، ما رأيت أحدا أورع في الحديث من شعبة يشك في الحديث الجيد فيتركه، وقد عقد ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل بابا بإسم باب ما ذكر من مراجعة شعبة لناقلة الحديث وإيقافهم على ما يتخالج في نفسه، ومما أورده فيه هو أنه قيل حدثنا عبد الرحمن، حدثنا أَبي، حدثنا الحميدي قال.

 

قيل لسفيان إِن شعبة استحلف عبد الله بن دينار، يعني في حديث ابن عمر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته، قال سفيان لكنا لم نستحلفه سمعناه مرارا، وقيل حدثنا عبد الرحمن، حدثنا صالح بن أَحمد، حدثنا علي بن المديني، قال سمعت بهز بن أسد، قال سمعت هماما قال كان شعبة يوقف قتادة، قال فحدث شعبة ذات يوم بحديث فقال قتادة من حدثك؟ أَو من ذكر ذلك؟ فقال نسألك فتغضب وتسألنا ؟ حدثنا عبد الرحمن، حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال، قال علي بن المديني، حدثنا بشر بن المفضل قال قدم علينا إِسرائيل فحدثنا، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين، فذهبت إلى شعبة فقلت ما تصنع شيئا، حدثنا إِسرائيل، عن أبي إِسحاق، عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بكذا، فقال يا مجنون هذا حدثنا به أبو إسحاق.

 

فقلت لأبي إسحاق من عبد الله بن عطاء؟ قال شاب من أهل البصرة قدم علينا، فقدمت البصرة فسألت عنه فإذا هو جليس فلان وإذا هو غائب في موضع فقدم فسألته فحدثني به، فقلت من حدثك؟ قال حدثني زياد بن مخراق فأحالني على صاحب حديث، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فحدثني به، قال حدثني بعض أصحابنا عن شهر بن حوشب، وقال سفيان الثوري شعبة أمير المؤمنين في الحديث، وقال الشافعي لولا شعبة لما عُرف الحديث بالعراق، وقال أحمد بن حنبل كان شعبة أمة وحده في الحديث، وقال حماد بن زيد، إذا خالفني شعبة في شيء تركته وقال حماد قال لنا أيوب السّختياني الآن يقدم عليكم رجل من أهل واسط، يقال له شعبة، هو فارس في الحديث، فإذا قدم فخذوا عنه، قال حماد فلما قدم أخذنا عنه، وقال يحيى بن سعيد القطان ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا من شعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى