مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو حاتم الرازي ” جزء 5″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو حاتم الرازي ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الخامس مع الإمام أبو حاتم الرازي، ولا ندري ما هم عند الله عز وجل، فمن قال إنه مؤمن حقا فهو مبتدع, ومن قال هو مؤمن عند الله فهو من الكاذبين, ومن قال هو مؤمن بالله حقا فهو مصيب، والمرجئة المبتدعة ضلال، والقدرية المبتدعة ضلال, فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر، وأن الجهمية كفار، وأن الرافضة رفضوا الإسلام، والخوارج مراق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة، ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر، ومن شك في كلام الله عز وجل فوقف شاكا فيه يقول لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي. ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر، ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي، وقال أبو محمد إبن أبي حاتم.

 

وسمعت أبي يقول وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار، وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة، وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء، وقال أبو محمد وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ , وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار, وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين , ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبدا، وقال أبو محمد وأنا قلت به، وهكذا كان محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، الإمام الحافظ الناقد، شيخ المحدثين الحنظلي الغطفاني.

 

فكان من تميم بن حنظلة بن يربوع وقيل عرف بالحنظلي لأنه كان يسكن في درب حنظلة، بمدينة الري وكان من بحور العلم وطوف البلاد ، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنف، وجرح وعدل ، وصحح وعلل، وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث وعللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ، فقال لي يا أبا حاتم قل من يفهم هذا، ما أعز هذا إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا وربما أشك في شيء، أو يتخالجني في حديث، فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه، قال أبي وكذلك كان أمري، وعن صالح بن أحمد الحافظ يقول حدثنا القاسم بن أبي صالح، سمعت أبا حاتم يقول قال لي أبو زرعة ترفع يديك في القنوت ؟ قلت لا، فترفع أنت ؟

 

قال نعم، قلت فما حجتك ؟ قال حديث ابن مسعود، فقلت رواه ليث بن أبي سليم، قال فحديث أبي هريرة ؟ قلت رواه ابن لهيعة، قال حديث ابن عباس ؟ قلت رواه عوف، قال فما حجتك في تركه ؟ قلت حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء، إلا في الاستسقاء فسكت، وقال ابن أبي حاتم في أول كتاب الجرح والتعديل له سمعت أبي يقول جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي، من أهل الفهم منهم ومعه دفتر، فعرضه علي، فقلت في بعضه هذا حديث خطأ، قد دخل لصاحبه حديث في حديث وهذا باطل، وهذا منكر، وسائر ذلك صحاح، فقال من أين علمت أن ذاك خطأ، وذاك باطل وذاك كذب؟ أأخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت، أو بأني كذبت في حديث كذا ؟ قلت لا، ما أدري هذا الجزء من راويه، غير أني أعلم أن هذا الحديث خطأ.

 

وأن هذا باطل فقال تدعي الغيب ؟ قلت ما هذا ادعاء غيب، قال فما الدليل على ما قلت ؟ قلت سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم، قال ويقول أبو زرعة كقولك ؟ قلت نعم، قال هذا عجب، قال فكتب في كاغد ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إلي وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث، فقال ما قلت إنه كذب قال أبو زرعة هو باطل، قلت الكذب والباطل واحد، قال وما قلت إنه منكر، قال هو منكر، كما قلت وما قلت إنه صحيح، قال هو صحيح ثم قال ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما، قلت فعند ذلك علمت أنا لم نجازف وأنا قلنا بعلم ومعرفة قد أوتيناه، والدليل على صحة ما نقوله أن دينارا بهرجا يحمل إلى الناقد ، فيقول هذا بهرج، فإن قيل له من أين قلت إن هذا بهرج ؟ هل كنت حاضرا حين بهرج هذا الدينار ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى