مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو نعيم الأصبهاني ” جزء 5″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو نعيم الأصبهاني ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الخامس مع الإمام أبو نعيم الأصبهاني، وهناك صنف ظلموا وافتروا عليه النسبة للأشاعرة وهو منهم براء مثل ابن أبى زيد القيرواني، والخطيب البغدادي، والإسماعيلي، وذلك من باب تكثير السواد وحشد الأسماء وقد ثبت عنهم ما يناقض عقيدة الأشاعرة، مثال ممن نسب للأشاعرة وهو منهم براء، والإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، قد ذكرت بعض المصادر أن عقيدته عقيدة الأشاعرة وقاله ابن الجوزي وذكره ابن عساكر في أصحاب أبي الحسن الأشعري، وهذا خطأ بين، فقد نقل الحافظ الذهبي عقيدة أبي نعيم في كتابه العلو للعلي الغفار، وهي عقيدة السلف إذ صرح فيها بإثبات الصفات التي ورد ذكرها بالقرآن والسنة الصحيحة خالية من زبالة أهل الكلام، كذلك نقل عقيدته الحافظ ابن القيم في الصواعق المرسلة وشيخ الإسلام الحافظ ابن تيميه.

والذين وصفوه بذلك إنما هي دعوى تحتاج دليل ولا دليل على ذلك، بل هو نفسه قد أفصح عن عقيدتة السلفية، والسبب في نسبته للأشاعرة هو المشاجرة التي وقعت بينه وبين الحافظ ابن منده في مسألة اللفظ، حتى صنف أبو نعيم كتابا في الرد على الحروفية الحلولية، وصنف الحافظ ابن منده كتاب في الرد على اللفظ، وبدع أبا نعيم واتهمه ونال منه، ومن المعلوم أن الحافظ ابن منده حنبلي، فربما اتهمه بعض الحنابلة بذلك نتيجة هذه المشاجرة وانتشرت هذه الفرية بعد ذلك، وقال الإمام مؤرخ الاسلام الحافظ الذهبي في كتابه العلو، قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني ، مصنف حلية الأولياء في كتاب الاعتقاد له طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب وإجماع الأمة، ومما اعتقدوه هو إن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة، لا يزول ولا يحول.

لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام، ثم أحدث الأشياء من غير شيء، وإن القرآن في جميع الجهات مقرؤا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة، وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وإن الواقفة واللفظية من الجهمية وإن من قصد القرآن بوجه من الوجوه، يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية، وإن الجهمي عندهم كافر، إلى أن قال وإن الأحاديث التي تثبت في العرش، واستواء الله عليه يقولون بها، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستوي على عرشه في سمائه من دون أرضه، وقال الحافظ الذهبي بعد ذلك فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القولويعني العلو، ولله الحمد، فنجد هنا أن من عقيدته أن القرآن ” كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة”

وأن الله “مستوي على عرشه في سمائه من دون أرضه” والسؤال ولكن هل الأشاعرة يقولون بهذا حتى نعد أبا نعيم منهم ؟؟ وقيل بأن الجواب بكل تأكيد لا، وكتبهم طافحة بنقيض هذه الأقوال، وليس هذا الصنف أعني من نسب لهم وهو منهم براء، مقتصر على المتقدمين، بل هناك من المتأخرين ممن نسب للأشاعرة، وهو يثبت العلو والصفات كبعض علماء الهند، ونقل العلامة محمد صديق حسن خان في كتابه” الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح” في مسألة العلو أقوال كثير من العلماء من مختلف العصور ومن بين من نقل عنهم، قال، قال الشيخ الإمام المحدث المحقق في العلوم العقلية والنقلية محمد بن الموصلي الأصفهاني الشافعي مذهبا، الأشعري معتقدا، السني إتباعا في “كتاب سيف السنة الرفيعة في قطع رقاب الجهمية والشيعة” وهكذا كان من كلام أبي نعيم الأصفهاني في عقيدة السلف.

قال في أولها طريقتنا طريقة المتبعين الكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال فمما اعتقدوه أن الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش واستواء الله يقولون بها، ويثبتونها، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستوي على عرشه في سمائه دون أرضه وخلقه، وكما قال الحافظ أبو نعيم في كتابه محجة الواثقين ومدرجة الوامقين، وأجمعوا أن الله فوق سماواته، عالي على عرشه مستوي عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية وإنه بكل مكان خلافا لما نزل في كتابه فيقول تعالي في سورة الملك ” أأمنتم من في السماء” ويقول تعالي في سورة فاطر ” إليه يصعد الكلم الطيب” ويقول تعالي في سورة طه ” الرحمن علي العرش استوي” فسبحانه وتعالي له العرش المستوي عليه، والكرسي الذي وسع السماوات والأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى