مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن حجر العسقلاني ” جزء 2″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن حجر العسقلاني ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام إبن حجر العسقلاني، وتابعه ابن تغري بردي في المنهل الصافي، وذكر السيوطي أنه ولد في الثاني عشر من شهر شعبان، وتابعه ابن العماد الحنبلي، وكذلك الشوكاني، وذكر ابن فهد المكي أنه ولد في الثالث عشر من شهر شعبان، نشأ الحافظ ابن حجر في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب والفضل، فجدّه قطب الدين محمد بن محمد بن علي، سمع من جماعة من العلماء، وحصل على إجازات منهم، وعم أبيه هو عثمان بن محمد بن علي، كان أكبر فقهاء الإسكندرية في مذهب الشافعي وانتهت إليه رئاسة الإفتاء، وأبوه هو نور الدين علي، وكان قد انصرف من بين إخوته لطلب العلم، فمهر في الفقه والعربية والأدب، وأما أمه فهي من بيت عُرف بالتجارة والثراء والعلم وكان لابن حجر أخت أكبر منه بثلاث سنوات اسمها ست الرَكب، وكانت قارئة وكاتبة.

قال عنها ابن حجر “لقد انتفعت بها وبآدابها مع صغر سنها” ويذكر ابن حجر أن له أخا من أبيه، قرأ الفقه وفضل، وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة، وقد تعلق الإمام إبن حجر بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي أنه انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدها السخاوي مائتان وسبعون مصنفا، وذكر السيوطي أنها مائتان مصنف، وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها هو كتاب تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها.

وقد تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية، وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة، وكان الإمام الحافظ ابن حجر ربعة للقصر أقرب، أبيض اللون، منور الصورة، مليح الشكل، صبيح الوجه، كث اللحية أبيضها، قصير الشارب، حسن الشيبة نيّرها، صحيح السمع والبصر، ثابت الأسنان نقيّها، صغير الفم، قوي البنية، عالي الهمة، وفيّ الهامة، نحيف الجسم، فصيح اللسان، شجي الصوت، خفيف المشية، جيد الذكاء، عظيم الحذق لمن ناظره أو حاضره، هذا مع سكون ووقار وأبهة وثبات.

تاركا لما لا يعنيه، طارحا للتكلف، كثير الصمت إلا لضرورة، شديد الحياء، وأما عن ذرية الحافظ ابن حجر العسقلاني وزوجاته، فكانت من زوجاته، هي السيدة أنس خاتون، وهي ابنة القاضي ناظر الجيش عبد الكريم بن أحمد عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي طالب بن علي بن سيدهم أم الكرم ابنة الكريمي اللخمي النستراوي الأصل القاهري، وقد تزوجها الحافظ ابن حجر في شعبان سنة سبعمائة وثماني وتسعون للهجرة، بإشارة وصيه العلامة ابن القطان، وظلت في عصمته حتى توفي عنها، وقد رزق منها خمس بنات، ولم تلد ذكرا، وكما كنت من زوجاته هي السيدة أرملة الزين أبي بكر الأمشاطي، و ذكرها السخاوي في كتابه الجواهر والدرر، فقال ومن زوجات صاحب الترجمة زوجة الزين أبي بكر الأمشاطي، وتزوجها بعد موته، وكان أسند وصيته إليه، وأيضا من زوجاته.

هي عتيقة نظام الدين يحيى ابن الصيرامي شيخ الظاهرية، وقد ذكرها السخاوي في الجواهر والدرر، فقال ومن زوجات صاحب الترجمة أيضا عتيقة العلامة نظام الدين يحيى ابن العلامة سيف الدين الصيرامي، شيخ الظاهرية، وقد تزوجها في مجاورة أم أولاده في سنة أربع وثلاثين، وكان سيدها قد مات في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، ورُزق منها شيخنا ابنة في يوم الثلاثاء الخامس من شهر رجب سنة خمس وثلاثين وثماني مائة، وهي بقاعة المشيخة بالبيبرسية، وسماها آمنة، وكتبها في بعض استدعاءات ولده محمد، ثم ماتت في ثالث عشر شوال سنة ست وثلاثين وبموتها تم تطلق أمها، فإنه كان علق طلاقها عند سفره إلى آمد على موتها، وتزوجها بعهده الشريف الجرواني، وكما كانت من زوجاته هي السيدة ليلى الحلبية، وهي ابنة محمود بن طوغان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى