مقال

الدكرورى يكتب عن أتاكم شهر رمضان ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أتاكم شهر رمضان ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع أتاكم شهر رمضان، لذلك فقد اشتق العرب اسم الشهر من الرمض وهو شدة الحر، وقال فريق آخر أن السبب في التسمية يرجع لارتماض الصائمين فيه من شدة حر الجوع والعطش، وذهبت جماعة أخرى من أهل اللغة إلى أن سبب التسمية يرجع إلى أن القلوب تأخذ فيه من حرارة الإيمان والفكرة والموعظة، كما تأخذ الحجارة والصخور من حر الشمس، وقالت جماعة أخرى أن الرمض هو الاحتراق، لذلك فإن سبب تسمية رمضان بهذا الاسم ترجع إلى رمض الذنوب والسيئات أي احتراقها بالأعمال الصالحة، وقيل أن التسمية مأخوذة من رمض الذنوب أى غسلها بالأعمال الصالحة، لأن الرميض هو السحاب والمطر في آخر الصيف وأول الخريف، وقيل في سبب التسمية أن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم في شهر رمضان.

أى يجهزونها ويحشدونها للحرب في شهر شوال، وبما أن صوم رمضان واجب محدد بوقت معين من كل عام، ولا يصح أداء هذه الفريضة إلا فيه، فلا بد من معرفة الأحكام المتعلقة بدخول شهر رمضان وخروجه حتى يتم الواجب بشكل صحيح، وفي الحقيقة أن دخول شهر رمضان يثبت بأحد أمرين أولهما رؤية هلال رمضان، فإذا رأى مسلم عاقل بالغ عدل موثوق بأمانته وخبرته هلال رمضان ثبت دخوله ووجب على المسلمين البدء فى الصيام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته” والأمر الثانى الذى يثبت به دخول شهر رمضان هو تمام شعبان ثلاثين يوما، إذ إن غاية الشهر القمرى ثلاثون يوما، ويستحيل أن يزيد عن ذلك، مصداقا لما رواه البخارى عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال.

“الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، بالإضافة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثلاثين، والشهر هكذا وهكذا وهكذا ويعقد في الثالثة فإن غُمَّ عليكم فأكملوا ثلاثين” والمقصود أن الشهر تسعة وعشرين أو ثلاثين يوما، وبناء على ما سلف فإنه يستحب ترقب هلال رمضان فى ليلة الثلاثين من شعبان، فإن لم يشاهد الهلال يتم شعبان ثلاثين يوما، وأما خروج شهر رمضان فيثبت بأحد الطريقتين السابق ذكرهما، إلا أن ثبوت مشاهدة هلال شوال لا يتم إلا بشاهدين مع الأخذ بشروط الشهادة بعين الاعتبار، بينما تثبت مشاهدة هلال رمضان بشاهد واحد، وقد علل العلماء ذلك بأن الخروج من العبادة بحاجة إلى احتياط أكبر، من الدخول فيها، ومن الجدير بالذكر أن ثمة خلاف بين العلماء في مسألة اختلاف المطالع.

والراجح من الأدلة العقلية والنقلية أنه في حال ثبت رؤية الهلال في بلد من بلاد المسلمين ولم تثبت في بلد آخر، وكانت المطالع مختلفة فلكل مكان رؤيته، وأما إن لم تختلف فيجب على من لم يره أن يوافق من رآه، وشهر رمضان هو تاسع الشهور في التقويم الهجرى، ويثبت دخوله عند كافة المسلمين برؤية هلال شهر رمضان بالعين في آخر يوم من شهر شعبان بحيث يراه بنفسه، أو يراه شخص موصوف بالعدل، والحكمة، والأمانة، وتؤخذ بشهادته من قبل أولى الأمر، وإذا تعذرت الرؤية فبإتمام شهر شعبان ثلاثين يوما، فقال الله تعالى ” فمن شهد منكم الشهر فليصمه” وصوم شهر رمضان ركن من أركان الإسلام الواجبة على كل مسلم ذكر وأنثى، ومن أنكر صيامه فقد كفر، فقال الله تعالى “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم”

وقت الصيام بمجرد ثبوت رؤية الهلال أو إتمام شهر شعبان ثلاثين يوما يبدأ شهر الصيام، فيلزم على كل مسلم أن ينوى ويعقد العزم على الصيام، ويبدأ الصوم الفعلى لكل يوم من الأذان الثانى للفجر عندما يبدأ البياض بالظهور وينتهي بأذان المغرب وقت غروب الشمس، وإن الحكمة من مشروعية الصيام تطهير النفس البشرية مما يشوبها طوال السنة من الذنوب، والآثام، والخطايا فالصيام سبب للغفران وتكفير للخطايا والسيئات، مساعدة النفس على التخلص من العادات السيئة والأخلاق الحادة كالعصبية، والغضب، والسب، والشتم فهذه أمور منهى عنها عند الصوم الإحساس مع الفقراء بالجوع والعطش فيكون ذلك دافعا لمساعدتهم ومد يد العون لهم، تحقيق لمبدأ عظيم من مبادئ الإسلام ألا وهو المساواة بين كافّة طبقات المجتمع من فقراء وأغنياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى