مقال

الدكروري يكتب عن الإمام علي بن الفضيل بن عياض ” جزء2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام علي بن الفضيل بن عياض ” جزء2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام علي بن الفضيل بن عياض، وكان علي بن الفضيل قانتا لله خاشعا وجلا ربانيا كبير الشأن وقال الخطيب مات قبل أبيه بمدة وكان السبب هو من آية سمعها تقرأ فغشي عليه وتوفي في الحال، وعن أبو بكر بن عياش قال صليت خلف فضيل بن عياض المغرب وابنه علي إلى جانبي فقرأ ” ألهاكم التكاثر ” فلما قال ” لترون الجحيم ” سقط علي، على وجهه مغشيا عليه وبقي فضيل عند الآية فقلت في نفسي ويحك أما عندك من الخوف ما عند الفضيل وعلي فلم أزل أنتظر عليا فما أفاق إلى ثلث من الليل بقي رواها ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن عفان وزاد وبقي فضيل لايجاوز الآية ثم صلى بنا صلاة خائف وقال فما أفاق إلى نصف من الليل، وعن فضيل بن عياض قال بكى علي ابني فقلت يا بني مايبكيك قال أخاف ألا تجمعنا القيامة.

وقال لي ابن المبارك يا أبا علي ما أحسن حال من انقطع إلى الله فسمع ذلك على ابني فسقط مغشيا عليه، وعن محمد بن ناجية قال صليت خلف الفضيل فقرأ ” الحاقة ” في الصبح فلما بلغ إلى قوله ” خذوه فغلوه ” غلبه البكاء فسقط ابنه علي بن الفضيل مغشيا عليه، وعن عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل يقول أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهوو يقول النار ومتى الخلاص من النار وقال لي يا أبا سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة ثم قال لم يزل منكسر القلب حزينا ثم بكى الفضيل ثم قال كان يساعدني على الحزن والبكاء يا ثمرة قلبي شكر الله لك ما قد علمه فيك، وعن ابن عيينة قال ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه، وعن شهاب بن عباد قال كانوا يعودون علي بن الفضيل وهو يمشي فقال لو ظننت أني أبقى إلى الظهر لشق علي.

وعن الفضيل قال اللهم إني اجتهدت أن أؤدب عليا فلم أقدر على تأديبه فأدبه أنت لي قال أبو سليمان الدراداني كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ ” القارعة ” ولا تقرأ عليه، وعن محمد بن أبي عثمان قال كان علي بن الفضيل عند سفيان بن عيينة فحدث بحديث فيه ذكر النار فشهق علي شهقة ووقع فالتفت سفيان فقال لو علمت أنك هاهنا ما حدثت به فما أفاق إلا بعد ماشاء الله وبه قال الفضيل لابنه لو أعنتنا على دهرنا فأخذ قفة ومضى إلى السوق ليحمل فأتاني رجل فأعلمني فمضيت فرددته وقلت يا بني لست أريد هذا أو لم أرد هذا كله وبالاسناد عن فضيل أنهم اشتروا شعيرا بدينار وكان الغلاء فقالت أم علي للفضيل قورته لكل إنسان قرصين فكان علي يأخذ واحدا ويتصدق بالآخر حتى كاد أن يصيبه الخواء وبه أن عليا كان يحمل على أبا عر لابيه فنقص الطعام الذي حمله.

فحبس عنه الكراء فأتى الفضيل اليهم فقال أتفعلون هذا بعلي فقد كانت لنا شاة بالكوفة أكلت شيئا يسيرا من علف أمير فما شرب لها لبنا بعد قالوا لم نعلم يا أبا علي أنه ابنك، وعن الفضيل قال اهدى لنا ابن المبارك شاة فكان ابني لايشرب منها فقلت له في ذلك فقال إنها قد رعت بالعراق، وعن أبا سعيد الخراز سمعت إبراهيم بن بشار يقول الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام ” ولو ترى إذ وققفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ” مع هذا الموضع مات وكنت فيمن صلى عليه رحمه الله، وعن فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله عن أم مبشر قالت دخل علي النبي صلي الله عليه وسلم وأنا في نخل لي فقال “من غرس هذا النخل أمسلم أو كافر فقلت مسلم قال إنه لايغرس مسلم غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولاسبع ولا طائر إلا كان له صدقة ” أخرجه مسلم.

وعن الفضيل بن عياض عن هشام عن الحسن في قوله تعالي ” كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ” قال تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة فلما أكلتهم قيل لهم عودوا فيعودون كما كانوا وبه حدثنا الفضيل حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ” يعلم السر وأخفى ” قال يعلم ما تسر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا” وقال مجاهد بن موسى مات الفضيل سنة ست وثمانين ومئة وقال أبو عبيد وابن المديني وابن معين وابن نمير والبخاري وآخرون مات سنة سبع بمكة زاد بعضهم في أول المحرم وقال هشام بن عمار يوم عاشوراء منها قلت وله نيف وثمانون سنة وهو حجة كبير القدر ولا عبرة بما نقله أحمد بن أبي خيثمة سمعت قطبة بن العلاء يقول تركت حديث فضيل بن عياض لأنه روى أحاديث أزرى على عثمان بن عفان.

قلت فلا نسمع قول قطبة ليته اشتغل بحاله فقد قال البخاري فيه نظر وقال النسائي وغيره ضعيف وأيضا فالرجل صاحب سنة واتباع، وعن عبد الصمد بن يزيد الصائغ ذكر عند الفضيل وأنا أسمع الصحابة فقال اتبعوا فقد كفيتم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم قلت إذا كان مثل كبراء السابقين الأولين قد تكلم فيهم الروافض والخوارج ومثل الفضيل يتكلم فيه فمن الذي يسلم من ألسنة الناس لكن إذا ثبتت إمامة الرجل وفضله لم يضره ماقيل فيه وإنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل والورع، وأما قول ابن مهدي لم يكن بالحافظ فمعناه لم يكن في علم الحديث كهؤلاء الحفاظ البحور كشعبة ومالك وسفيان وحماد وابن المبارك ونظرائهم لكنه ثبت فيم بما نقل ما أخذ عليه في حديث فيما علمت وهل يراد من العلم.

إلا ما أنتهى إليه الفضيل رحمة الله عليه علي بن الفضيل، وعن الفضيل قال حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس يعلم السر وأخفى قال يعلم ما تسر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا، وقال مجاهد بن موسى مات الفضيل سنة ست وثمانين ومائة للهجرة، وقال أبو نعيم في حلية الأولياء، ومنهم أي الأولياء، الخائف الوجل الذائب النحل علي بن فضيل بن عياض، وقال الفضيل بكى علي ابني يوما, فقلت يا بني ما لك؟ قال أخاف أن لا تجمعنا القيامة، وكان يصلي حتى يزحف إلى فراشه ثم يلتفت إلى أبيه فيقول يا أبتي سبقني المتعبدون، وكان من كلامه رحمه الله، فكان يقول ويحي من يوم أشد الأيام، ويقول ولكَم من قبيحة تكشفها القيامة غدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى