مقال

الدكروري يكتب عن الرسول مع الحسن والحسين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرسول مع الحسن والحسين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم رحمة مهداه ونعمة مذداه وسراج منير فقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا يوما فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه بين يديه، وقيل أنه قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة، فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة، ثم قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت وأسلم زوجها الحارث، ويقول أبا الطفيل رأيت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقسم لحما بالجعرانة.

 

إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه، فجلست عليه فقلت من هي؟ فقالوا هذه أمه التي أرضعته، وقيل لما وردت حليمة السعدية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وقضى حاجتها، فلما توفي قدمت على أبي بكر فصنع لها مثل ذلك، ولنا الوقفة مع الحسين والحسن وجدهما محمد صلى الله عليه وسلم، فنحب الأحفاد لحب الجد الكبير العظيم، وإنما الشاهد في القصة أنه صلى الله عليه وسلم تحبب إلى الأطفال، أتى يصلي إما العصر وإما الظهر صلى الله عليه وسلم فأخذ أمامة وعمرها ثلاث وقيل أربع سنوات وهي بنت السيدة زينب، وزينب بنته صلى الله عليه وسلم، أي أنها بنت بنته، فحملها في الصلاة، صلى بالمسلمين وبعلماء الصحابة وساداتهم وشجعانهم وشهدائهم.

 

فحمل أمامة على كتفه صلى الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها حتى سلم من الصلاة، وروي أن النبس صلى الله عليه وسلم “خرج يصلي بالناس صلاة العصر أو الظهر فلما سجد أطال السجود فلما سلم بالناس قالوا يا رسول الله أطلت سجدة، قال إن ابني هذا، قيل الحسن وقيل الحسين، ارتحلني أي صعد على ظهري، لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا أعجبه المنظر وكان طفلا، فصعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال إن ابني هذا ارتحلني فخشيت أن أقوم فأؤذيه فانتظرت حتى نزل من على ظهري” رواه الحاكم والنسائي، والمقصود بحقوق الأبناء على آبائهم تلك الحقوق التي رتبها الشارع الكريم عز وجل على الوالدين تجاه أبنائهم من قبل أن يولدوا.

 

وحين استقرارهم في بطون أمهاتهم وهم أجنة، وبعد أن يُولدوا ويصلوا إلى سن البلوغ وينشؤوا على أكمل صورة، إلى أن يستقلوا بحياتهم بعد انتهاء دراستهم ونضجهم وزواجهم، أو التحاقهم بالعمل العام والحصول على مصدر رزق لهم ولأبناءهم فيما بعد، فإن حقوق الأبناء على الآباء منصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبويّة المُطهرة في الكثير من المواضع، ومن تلك النصوص ما جاء في القرآن الكريم من قول الله تعالي ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون” فالآية الكريمة بيّنت أن الإنسان مأمور بوقاية نفسه وأهله، الذين هم زوجه وأولاده، من النار، فعليه ان يصلح نفسه أولا.

 

ثم يصلح أهله زوجته وأولاده، ويتعهدهم بالطاعة وفعل ما أمر الله وترك ما نهى عنه، والأبناء مذكورون في هذه الآية فعلى الوالدين توجيههم وتربيتهم التربية الصالحة لوقايتهم من النار بفعل المأمورات وترك المنكرات، أما في السنة النبوية فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في تربية الأبناء ورعايتهم ” كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيتة” وفي هذا الحديث النبوي بيان أن كل شخص مسؤول عن كل من هم تحت يديه، وقد ذكر الحديث أن كلا من الرجل والمرأة مسؤول عن رعيته، ويدخل في رعيتهما أبناؤهما فهما مسؤولان عنهم بتربيتهم وإعطائهم حقوقهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى