مقال

الدكروري يكتب عن الإمام قتيبة بن سعيد ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام قتيبة بن سعيد ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ونكمل الجزء الثاني مع الإمام قتيبه بن سعيد، وما رأيت من الخضرة فهو علامة يحيى بن معين، وقال محمد بن حميد بن فروة سمعت قتيبة يقول انحدرت إلى العراق أول مرة سنة اثنتين وسبعين، وكنت يومئذ ابن ثلاث وعشرين سنة، وقال عبد الله بن أحمد بن شبوية سمعت قتيبة يقول كنت في حداثتي أطلب الرأي فرأيت فيما يرى النائم أن مزادة دليت من السماء فرأيت الناس يتناولونها فلا ينالونها فجئت أنا فتناولتها فاطلعت فيها فرأيت ما بين المشرق والمغرب، فلما أصبحت جئت إلى مخضع البزاز، وكان بصيرا بعبارة الرؤيا، فقصصت عليه رؤياي فقال يا بني عليك بالأثر فإن الرأي لا يبلغ المشرق والمغرب إنما يبلغ الأثر، قال فتركت الرأي وأقبلت على الأثر، وروى أحمد بن جرير اللال عن قتيبة قال لي أبي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم في يده صحيفة، فقلت يا رسول الله ما هذه الصحيفة ؟ قال فيه أسامي العلماء قلت ناولني أنظر فيه اسم ابني، فنظرت فإذا فيه اسم ابني.

وقال عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني قتيبة صدوق وليس أحد من الكبار إلا وقد حمل عنه بالعراق، وحدث عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وعباس العنبري والحميدي بمكة، وسمعت عمرو بن علي يقول مررت بمنى على قتيبة وعباس العنبري يكتب عنه فجزت ولم أحمل عنه فندمت، ويقول أحمد بن سيار المروزي أبو رجاء قتيبة مولى الحجاج بن يوسف فكان قتيبة يتولى ثقيف ويذكر كرامة جده على الحجاج وأن الحجاج كان إذا جلس على سريره جلس جدي على كرسي عن يمينه، قال وكان أبو رجاء رجلا ربعة أصلع حلو الوجه وحسن اللحية، واسع الرحل غنيا من ألوان الأموال من الدواب والإبل والبقر والغنم وكان كثير الحديث ولقد قال لي أقم عندي هذه الشتوة حتى أخرج لك مائة ألف حديث، عن خمسة أناسي.

فقلت لعل أحدهم عمر بن هارون ؟ قال لا، كنت كتبت عن عمر بن هارون وحده أكثر من ثلاثين ألفا ولكن وكيع بن الجراح وعبد الوهاب الثقفي وجرير ومحمد بن بكر البرساني، ونسيت الخامس، قال وكان ثبتا فيما روى، وصاحب سنة وجماعة، وسمعته يقول ولدت سنة خمسين ومائة، قال ومات لليلتين خلتا من شهر شعبان سنة أربعين ومائتين وهو في تسعين سنة وكان كتب الحديث عن ثلاث طبقات الليث وابن لهيعة إلى أن قال ثم كتب عن إدريس ووكيع والعنقزي ونحوهم ثم كتب عن إسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن سليمان، وأما موسى بن هارون فقال ولد سنة ثمان وأربعين ومائة، سنة موت الأعمش، وسمعته يقول حضرت موت ابن لهيعة وشهدت جنازته سنة أربع وسبعين ومائة، قلت حدث عنه الحميدي ومحمد بن الفضل الواعظ وبينهما في الموت ثمانية وتسعون عاما.

وأما الخطيب فقال في كتاب السابق واللاحق، حدث عنه نعيم بن حماد وأبو العباس السراج وبين وفاتيهما أربع وثمانون سنة، وقال ابن المقرئ في معجمه حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري يقول سمعت الحسن بن سفيان يقول كنا على باب قتيبة فمرض رجل كان معنا يقول لا أخرج حتى أكبر على قتيبة، قال فمات فأخبروا به قتيبة فخرج يصلي عليه وكتب على قبره هذا قبر قاتل قتيبة، وقد روى أبو نصر عن قتيبة قال ولدت سنة ثمان وأربعين ومائة فالله أعلم، وروى غير واحد عن أبي العباس السراج قال سمعت قتيبة بن سعيد يقول هذا قول الأئمة في الإسلام وأهل السنة والجماعة نعرف ربنا عز وجل في السماء السابعة على عرشه كما قال تعالى “الرحمن على العرش استوى” ومما بلغنا من شعر قتيبة بن سعيد قوله لولا القضاء الذي لا بد مدركه والرزق يأكله الإنسان بالقدر.

ما كان مثلي في بغلان مسكنه، ولا يمر بها إلا على سفر، وكانت رحلة النسائي إلى قتيبة في سنة ثلاثين ومائتين فأقام عنده سنة كاملة وكتب عنه شيئا كثيرا، لكنه امتنع وتحرج من رواية كتاب ابن لهيعة لضعفه عنده، وقيل كان سبب نزوح قتيبة من مدينة بلخ وانقطاعه بقرية بغلان أنه حضر عنده مالك وجاءه إبراهيم بن يوسف البلخي للسماع فبرز قتيبة وقال هذا من المرجئة فأخرجه مالك من مجلسه وكان لإبراهيم صورة كبيرة ببلده فعادى قتيبة وأخرجه، وما علمتهم نقموا على قتيبة سوى ذلك الحديث المعروف في الجمع في السفر، وقال أحمد بن سلمة عمل أبي طعاما ودعا إسحاق ثم قال إن ابني هذا قد ألح علي في الخروج إلى قتيبة، فما ترى ؟ فنظر إلي، وقال هذا قد أكثر عني وهو يجلس بالقرب مني، وأبو رجاء عنده ما ليس عندنا فأرى أن تأذن له عسى أن ينتفع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى