مقال

إجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 23 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، أما بعد إن الأخلاق الشريفة تنشأ من القلوب، والأخلاق الذميمة تنشأ من النفوس، والصادق في طلب الله والدار الآخرة هو الذي يسرع في طهارة قلبه، ورياضة نفسه، حتى تتبدل أخلاقه، فيتبدل الشك بالتصديق، والشرك بالتوحيد، والمنازعة بالتسليم، والسخط والاعتراض بالرضا والتفويض ويرى أنه ما وفّى الله حقه في ساعة من الساعات، ولا قام بشكر ما أعطاه من فعل الخيرات، فحينئذ تتحقق العبودية، ويصفو التوحيد، ويطيب العيش مع الله في الدنيا كعيش أهل الجنان في الآخرة، والنفس ما دامت باقية بأخلاقها وصفاتها الدنيئة.

فحركات العبد كلها متابعة لخواطر النفس وهي لشيئين إما للخلق، وذلك شرك، وإما لراحتها، وذلك هو الهوى، والشرك لا يترك التوحيد يصفو، والهوى لا يترك العبودية تصفو، وما لم يشتغل العبد بإضعاف هذا العدو الذي بين جنبيه الذي هو النفس لا يصح له قدم، ولو أتى بأعمال تسد الخافقين، والرجل كل الرجل من داوى الأمراض من الخارج، وشرع في قلع أصولها من الداخل، حتى يصفو وقته، ويطيب ذكره، ويدوم أنسه، واعلموا يرحمكم الله أنه يتحقق الأمن باجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم لما طلب منه أصحابه النصيحة والوصية قال “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم في فسيرى اختلافا كثير فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين.

تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور” ولا تستقيم الولاية والجماعة إلا بطاعة ولاة الأمور أما بالخروج عليهم ومحاولة خلع ولايتهم ومحاولة إفساد الأمر فإن هذا هو الهلاك العظيم وإن زين وزخرف أنه طلب للحرية وأنه طلب لتحقيق المصالح والإصلاح وكل هذا كذب وتدجيل المصلحة والأمن إنما هو باجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر ولو كان عنده تقصير، أما إذا خلعت الولاية وعمت الفوضى فمن الذي يضبط الأمور بعد ذلك، ومن الذي يضبط الأمور بدون ولي الأمر بدون ولاية قائمة، ولذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم سجوه، يعني غطوه بالغطاء ثم ذهبوا إلى سقيفة بني ساعده يختارون لهم قائدا ووليا لأمرهم قدموا هذا على تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه.

وقامت الولاية بعد الرسول والخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم عند ذلك توجهوا يجهزون الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قبره عليه الصلاة والسلام لعلمهم أنها لا تمضي ساعة بدون ولي أمر، لئلا ينفرط الأمر ويصعب العلاج بعد ذلك، فولي الأمر به يحسم الله جل وعلا الخلاف، بولاية الأمر تقام الحدود والتعزيرات، وتحكم الشريعة، وأقصد ولاية الأمر في المسلمين، وتحكم الشريعة ويردع الظلمة وتؤمن السبل والأسفار تقوم التجارات وطلب المكاسب كل هذا نتيجة لتحقق قيام الأمر، والسمع والطاعة لولي أمر المسلمين، أما إذا خرجوا عليه وخلعوه من أجل أنه حصل عنده خطأ أو تقصير فإن الفوضى والضرر يحصل أكثر مما لو صبروا عليه، أكثر مما لو صبروا على ولايته.

حيث تعم الفوضى ينتشر الخوف يعم القلق ولهذا لما دعا الخليل إبراهيم عليه السلام لأهل مكة قال ” رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر” فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة فالأمن ضرورة ولا يتلذذ الناس بالرزق مع وجود الخوف بل لا يحصل الرزق مع وجود الخوف وهذا ما يريده الأعداء الذين يحاولون زعزعة اجتماع المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى