مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو عاصم ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو عاصم ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام أبو عاصم هو أبو بكر بن أبي عاصم، أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني، الحافظ الإمام المحدّث وهو من علماء أهل السنة والجماعة والحديث والنسك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولد سنة مائتان وست من الهجرة، وكما قالت ابنته عاتكة ولد أبي في شوال سنة ست ومائتين فسمعته يقول ما كتبت الحديث حتى صار لي سبع عشرة سنة، وذلك أني تعبدت وأنا صبي، فسألني إنسان عن حديث، فلم أحفظه، فقال لي ابن أبي عاصم لا تحفظ حديثا؟ فاستأذنت أبي، فأذن لي، فارتحلت، فهو أبو عاصم الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع ابن الأسود بن عمرو بن رالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان، الشيباني البصري، الشهير بأبي عاصم النبيل، وهو أحد العلماء ومن رواة الحديث عند أهل السنة والجماعة، وكان شيخ حفاظ الحديث في عصره.

ولد بمكة وتحول إلى البصرة، فسكنها وتوفي بها، وكان أبو عاصم من تابعي التابعين وكان حافظا ثبتا اتفقوا على توثيقه، وجلالته، وحفظه، لم يري في يده كتاب قط وكان فيه مزاح، وذكرت عدة روايات في سبب اشتهاره بلقب النبيل، فقيل إن فيلا قدم البصرة فخرج الناس يتفرجون، فقال ابن جريج لأبي عاصم ما لك لا تخرج؟ قال لم أجد منك عوضا، فقال ابن جريج أنت نبيل، وقيل لقب به لأنه كان فاخر البزة، وقال يزيد بن سنان القزاز سمعت أبا عاصم يقول كنت اختلف إلى زفر بن الهذيل، وثم آخر يكنى أبا عاصم رث الهيئة يختلف إلى زفر، قال فجاء أبو عاصم يستأذن، فخرجت جارية فقالت من ذا؟ قال أنا أبو عاصم، فدخلت وقالت لزفر أبو عاصم بالباب، قال أيهما هو؟ فقالت النبيل منهما، فأذنت لي فدخلت، فقال لي زفر قد لقبتك الجارية بلقب لا أراه أبدا يفارقك، لقبتك بالنبيل، فلزمني هذا اللقب.

وقال أبو العباس النسوي وكان مذهبه القول بالظاهر، وكان ثقة نبيلا معمرا، وقال الحافظ أبو نعيم كان فقيها، ظاهري المذهب، وسمع من والده وجده ومن جده لامه الحافظ موسى بن إسماعيل التبوذكى وكانت عائلته من كبار العلماء، وقد اصيب في كتبه في فتنة الزنج ورجع يروى من حفظه الكثير، وروى الحديث عن عدد كبير من العلماء منهم أبو الوليد الطيالسى وأبو بكر بن أبي شيبه ومحمد بن كثير ودحيم وهشام بن عمار وأبو حاتم الرازي والبخاري والخوطى، وحدث عنه كثير غفير من المحدثين، ومنهم أبو بكر القباب راوى كتاب السنة وابنته أم الضحاك عاتكة والقاضي أبو أحمد العسال وأحمد بن بندار ومحمد بن أحمد الكسائي وأبو الشيخ وغيرهم، وقد تولي قضاء أصبهان، وتوفي لخمس خلون من شهر ربيع الآخر، سنة مائتان وسبعة وثمانون للهجرة، وصلى عليه ابنه الحكم بن أحمد ودفن بمقبرة دوشاباذ.

ومن مؤلفاته هو المسند الكبير، وبه نحو خمسين ألف حديث، والآحاد والمثاني وبه نحو عشرين ألف حديث، وكتاب السنة، وهو أشهر مؤلفاته، وكتاب المذكر والتذكير، وغيرها، وقال ابن كثير عنه أنه كان حافظا كبيرا جليلا، وقال الذهبي عنه هو الحافظ الزاهد الفقيه، وقال ابن عساكر عنه هو محدث ابن محدث ابن محدث أصله من البصرة وسكن أصبهان وولي قضاءها وكان مصنفا في الحديث مكثرا منه، وقال أبو بكر بن مردويه هو حافظ كثير الحديث، وقال ابن سعد عنه كان ثقة فقيها، وقال الخليل بن عبد الله القزوينى أبو عاصم النبيل متفق عليه زهدا، وعلما، وورعا، وديانة، وإتقانا، وقال العجلي ثقة كثير الحديث، وقال يحيى بن معين هو ثقة، وقال عمر بن شبة عنه والله ما رأيت مثله، وقد حدث عنه البخاري، وأبو داود، والباقون عن رجل عنه، والحسن بن علي الخلال.

ويحيى بن معين، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن الحسن الترمذي، وأبو زرعة، ويعقوب الفسوي، وإبراهيم بن ديزيل، وإبراهيم الحربي، وإسماعيل سمويه، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو الأحوص العكبري، ومحمد بن أيوب بن الضريس، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وسبطه الإمام أبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن داود المكي، وروى عن أعين الخوارزمي وهو من صغار التابعين، وجرير بن حازم، وشعبة حديثا واحدا، وجويرية بن أسماء، وحماد بن سلمة، والقاسم بن الفضل، وهمام بن يحيى، ومبارك بن فضالة، وأبي هلال، ويزيد بن إبراهيم التستري، ومحمد بن راشد المكحولي، وسليمان بن المغيرة، والضحاك بن نبراس، وعبد العزيز بن الماجشون، وعبد العزيز بن المختار، وعبد العزيز بن مسلم، ومهدي بن ميمون ووهيب، وابن المبارك، وحماد بن زيد حديثا واحدا وروي عن كثير اخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى