دين ودنيا

وفي طواف الأصمعي الفوائد

جريدة الاضواء

وفي طواف الأصمعي الفوائد

بقلم د/ محمد بركات

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وبعد:

 

دائما ما تمر بنا المواقف في كل يوم لنتحصل منها علي العديد والعديد من العبر ، لكن قلما من ينتبه إليها.

 

قال الأصمعي رحمه الله:

 

وبينما أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شاباً مُتعلقا بـأستار الكـعبة.

 

وهو يقول:

 

يا مَن يُجيب دُعا المُضطر في الظُلَمِ

يا كاشِفَ الضَرّ والبلوَى مَع السَقَمِ

 

قَد نامَ وفدُكَ حَولَ البَيتِ و انتَبَهُوا

وأنتَ يا حيُ يا قَيُوم لَم تَنَمِ

 

أدعوكَ رَبي حَزيناً هائِماً قَلِقاٌ

فارحَم بُكائيَ بِحق البَيتِ والحَرَمِ

 

إن كانَ جُودكَ لا يَرجُوهُ ذو سَفَهٍ

فمَن يَجُود على العَاصِينَ بِالكَرَمِ

 

ويكمل الأصمعي فيقول :

 

ثم بكى بكاءً شديدًا وأنشد يقول :

 

ألا أيُها المَقصُود في كُلِ حاجة

شكوت إليكَ الضُر، فارحَم شِكايتِي

 

ألا يا رجائي أنتَ تكشف كُربَتي

فَهَب لي ذُنوبيَ كُلها واقض حاجَتي

 

أتَيتُ بأعمالٍ قِباح كَثيرة

وما في الورى عبدٌ جنى كجِنايَتي

 

أتحرِقُني بِالنَارِ يا غايةَ المُنَى ؟

فأين رَجَائي؟ ثُم أينَ مَخافَتي؟!

 

يقول الأصمعي رحمه الله:

فدنوت منه فإذا هو:

 

زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم أجمعين .

 

فقلت له:

سيدي ما هذا البكاء والجزع وأنت مِـن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ؟

 

أليس الله – تعالى – يقول فيكم :

{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُم تطهيرا }.

 

فقال:

 

هيهات هيهات يا أصمعي

 

إن الله خلق الجنة لمَن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً ، وخلق النار لمَن عصاه ولو كان حراً قرشياً.!!

 

أليس الله – تعالى – يقول :

 

{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ . فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}.

 

هكذا حال الصالحين رجاء ودعاء لا مفاخرة بأنساب وأحساب ، اللهم وفقنا لما تحب وترضى عنا يا أرحم الرّاحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى