مقال

حتى لا تكون فريسة..”الإبتزاز العاطفي”

جريدة الأضواء

حتى لا تكون فريسة..”الإبتزاز العاطفي”
بقلم / أشرف فوزى
إن كنت فعلاً تحبنى ستفعل هذا”.. “لا تتركنى وإلا سوف…” “أنت الوحيد الذى يستطيع مساعدتى على…” “يمكننى أن أسهل عليك الأمور لو قمت بكذا” فى لغة حوار الابتزاز العاطفى كل هذه العبارات هى طرق لتقديم طلب ما، ولكن كل منها يعكس شكلاً مختلفًا من أشكال الابتزاز العاطفى كما توضح المعالجة النفسية الأمريكية “سوزان فورورد”

وباعتبار الابتزاز العاطفى شكلاً من أشكال العنف المعنوى التى تواجهها المرأة من شريكها، وقد يواجهها الرجل أيضًا من شريكته، من المهم أن تتعرفى على أشكال الابتزاز الذى لا يأتى دائمًا فى شكل واضح كربط الطلب بالعقوبة.

وكما تقول “سوزان” “كل نوع من أنواع المبتزين يستخدم مفردات مختلفة ولكل منهم أسلوب مميز فى المطالب والضغط والتهديد وإصدار الأحكام السلبية التى تؤدى إلى الابتزاز”.

وأوضحت المعالجة النفسية الأمريكية فى الكتاب ٤ أشكال وطرق للابتزاز العاطفى:

المبتزون المعاقبون:
تقول “سوزان فورورد” إن هذا النوع من المبتزين يستخدم عبارات مثل “إن عدتِ للعمل سأتركك”، “إن طلبت الطلاق لن ترى أطفالك مرة أخرى”، وتقول إن المبتزون المعاقبون هم الذين يخبروننا بما يريدون بالتحديد والعواقب التى ستواجهنا إذا لم نذعن لهم.

وهذا النوع من المبتزين هم الأكثر وضوحًا ربما يعبرون عن مطالبهم بشكل عدوانى أو يستشيطون غضبًا فى صمت لكن فى كلتا الحالتين فإن الغضب الذى يشعرون به عند مواجهة الرفض والمقاومة دائمًا ما يتوجه إلينا مباشرة.

وأوضحت أن المبتزون المعاقبون لا يستخدموا بالضرورة عبارات تهديد واضحة، وإنما أحيانًا يعاقبون الطرف الآخر بالصمت ويبنون بينهم وبين الطرف الآخر سدًا حتى يستجيب لرغباتهم، ولا يتحملون حتى مسؤولية المواجهة المباشرة بما يريدونه ولا يريدون مناقشة الطرف الآخر فى أسباب رفضه.

المبتزون المعاقبون للذات:
تقول المعالجة النفسية فى إن هذا النوع من المبتزين على عكس المباشرون الذين يوجهون تهديداتهم لنا، هؤلاء المعاقبون للذات يوجهونها لأنفسهم، فيهددوا بإيذاء أنفسهم لو لم ننفذ ما يريدونه.

وتتفاوت درجة التهديد بين أن يتسبب رفضنا فى تعاستهم وبين أن يمتنعوا عن الطعام أو الدواء وأحيانًا يصل للتهديد بالانتحار.

المبتزون المعانون:
هؤلاء المبتزون يلقون اللوم دائمًا على الآخرين ويشعرونهم بالذنب طوال الوقت ويجعلونهم يشعرون أنهم مسؤولون عن تعاستهم، دون حتى أن يوضحوا ما يريدونه فهم يكتفون بالشكوى والأنين حتى تفهم أنت وحدك ما فعلته وما يريدونه.

المبتزون المغرون:
هذا النوع من المبتزين يفضل استخدام الإغراء من أجل الضغط عليك لتستجيب لطلباته، وتقول “سوزان”: “هؤلاء المبتزون يخضعوننا طوال الوقت لسلسلة من الاختبارات ويعدوننا بشيء رائع إذا نجحنا فيها واستجبنا لرغباتهم”.

تعرف أنك وقعت فريسة للابتزاز العاطفي حين يستخدم شخص قريب منك الخوف والإلزام والشعور بالذنب لديك للتلاعب بك أو السيطرة عليك أو تحقيق احتياجاته المادية أو المعنوية من خلالك، فلا يبتزك عاطفيا إلا شخص قريب منك جدا، شخص يعرف الكثير عن تفاصيل حياتك، ويدرك نقاط ضعفك الذاتية ونقاط ضعفك تجاهه، يعرف أنك لا تحتمل إيذاءه، وأنك تشعر بالذنب تجاهه، وبالتالي يجعلك في وضع المضطر والمجبر رغم أنفك أن تحقق له ما يريد، وهو شخص كثير الشكوى والتذمر، يظهر ضعفه ليستدر عطفك، ويضعك تحت ضغط الشعور بالذنب والتقصير تجاهه، فإذا ضعفت أو استسلمت قام هو باستغلال ذلك لتحقيق مراداته.

قد يبدي خضوعا أو وداعة أو استسلاما أو ضعفا في بعض مراحل العلاقة حتى تقع تحت قبضته فيمارس التسول العاطفي ولكن بطريقة ملتوية.

إذن فالابتزاز العاطفي “هو أحد أشكال التلاعب النفسي – ويحدث خلاله استخدام منظومة من التهديدات وأنواع مختلفة من العقاب يوقعها شخص ما على آخر قريب منه في محاولة للسيطرة على سلوكه”.

أن الابتزاز العاطفي يتضمن عادة شخصين تجمع بينهما علاقة شخصية قوية، أو علاقة حميمية (الأم والابنة، والزوج والزوجة، والشقيقتين، الأصدقاء المقربين، العاشقين ).
وعند التعرض للابتزاز العاطفي “يصبح الشخص رهينة عاطفية للآخر”، فالأمر يحدث هكذا: “إذا لم تفعل لي كذا، فأنت المسؤول عن ما يحدث لي”، وهو موجود في النساء والرجال والأطفال، ولكن يغلب وجوده في النساء والأطفال والمراهقين، حيث أنه يمثل نوع من الضغط الناعم.

ولهذا وضعت عالمة النفس دكتورة سوزان فوروارد، كتابا رائعا يصور الابتزاز العاطفي وكيف يتعافى منه المبتز ويحذر منه الضحية ولا يقع فريسة له.

حين تتعامل مع شخص يشعرك دائما بالذنب والتقصير في حقه ويجعلك تشعر أنك مذنب أو متهم وتحتاج دائما للدفاع عن نفسك أو تبرير سلوكك تجاهه فأنت تتعرض لنوع من الابتزاز العاطفي.

والشخص الذي يمارس الابتزاز العاطفي يشعر بعدم الأمان ويخشى الهجر أو الحرمان العاطفي ممن حوله ولذلك يضعهم أو يضع أحدهم تحت ضغط الإحساس بالذنب والتقصير تجاهه لكي يتأكد من استمرار تقبلهم له أو رعايتهم إياه أو اهتمامهم به.

وهناك الكثير من نماذج الابتزاز، وأشهرها التمارض بكل أنواعه، وكثير من إعلانات الجمعيات الخيرية والمستشفيات المجانية تمارس هذا النوع من اللعب على مشاعر الناس حيث يعرضون صورا لأطفال مرضى أو كبار سن عاجزين أو مرضى مزمنين لاستدرار عطف الناس ودفعهم للتبرعات السخية.

والمتسولون في الشوارع يبتزون الناس عاطفيا حين يقفون لهم أمام المطاعم الفخمة والمحلات الراقية يسألونهم مالا أو يشيرون بأيديهم إلى أفواههم إشارة إلى حاجتهم للطعام، فيضغطون على مشاعر الناس الذين أنفقوا لتوهم أموالا في المطعم أو المحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى