مقال

الدكروري يكتب عن مكارم الأخلاق ومحاسن العادات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مكارم الأخلاق ومحاسن العادات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الإسلام دين الرحمة والرأفة، وخصوصا الرحمة ببني الإنسان، فإتقوا الله أيها الآباء والأمهات في فلذات الأكباد، ولا يقودنكم الغضب لظلم أبنائكم والإساءة إليهم، ثم تطلبون صلاحهم وطاعتهم، فذلكم النقيض وضده ولا يلتقى النقيضان، وربما كان هناك آباء فقدوا زمام التربية، فانحل أبناؤهم وضاع أولادهم فلم ينصاعوا لأوامرهم، وهذا أمر مشاهد وملموس، فهؤلاء الشباب الذين تجاوزوا العشرين من أعمارهم أو أقل، تراهم في الطرقات، وفي السيارات، ضياع وتيه تعرفهم بسيماهم، قبلتهم الملاعب، وتجارتهم المثالب، شرهم أكثر من خيرهم، آذوا الجار، وامتحنوا القريب وبعيد الدار، إذا سألت عن أخبارهم تنبؤك عنها طواقيهم وقبعاتهم، غطرسة وعربدة، أينعت رؤوسهم وحان قطافها، ولقد دعانا القرآن الكريم في معظم آياته البينات إلى مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، فمنه نتعلم الرحمة، والصدق، والعدل، والسماحة، والأمانة.

 

والوفاء بالعهد، وغير ذلك من الأخلاق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ففي ذلك سعادته في الدنيا والآخرة، وحافظ القرآن ينبغي أن يتميز عن غيره، وينبغي أن يعرف بطهارة لسانه من الغيبة ومن البذاءة، وبنقاء قلبه، وبسمو خلقه في تعامله مع الناس، وباهتمامه بإخوانه المسلمين، فيقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه “ينبغي لحامل القرآن أنه فى ليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس فرحون، و ببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخلطون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا ولا حديدا، أي فيه حدة وهي الغضب، و قال الفضيل “حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو.

 

تعظيما لله تعالى” فإن واجبنا نحو القرآن الكريم لا يقف عند تلاوته أو جمعه في الصدور أو حتى تدبره، إنما يتم بالتزام أوامره ونواهيه، بحيث يظهر هذا جليا في أفعالنا وأخلاقنا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فعلى المسلم أن يأتمر بأوامر القرآن الكريم وينتهي عن نواهيه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم “والقرآن حجة لك أو عليك” رواه مسلم، ويكون حجة عليك حين تقرؤه فلا يتجاوز آذانك، ولا ينعكس على سلوكياتك وتصرفاتك، فرب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، وعن سمرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول لأصحابه “هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وإنه قال ذات غداة “إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق، وإني انطلقت معهما” والحديث وفيه.

 

“فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر” وفي رواية “وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل مرة الأولى، قال قلت لهما سبحان الله ما هذان؟ قال قالا لي انطلق” الحديث وفي آخره “أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة” وفي لفظ “والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار” رواه البخاري، ومن واجبنا نحو القرآن الكريم، هو أن نواجه تحريف الغالين وتأويل المبطلين الذين يحاولون توظيف القرآن الكريم سياسيا أو أيديولوجيا للحصول على مأرب أو مغنم، فيجب أن يتلقى القرآن الكريم لفظا ومعنى.

 

من أهل الذكر المتخصصين من علماء الأمة الموثوق بعلمهم الذين يعلمون الناس صحيح الدين ومنهج الإسلام القويم، والذين لا يوظفونه لمصالحهم أو يفسرونه وفق أهوائهم، فإن الاستقامة نور في الحياة الدنيا، وعزة وكرامة في الآخرة ومنازل الأبرار في الجنة، ولكن الإنسان اليوم لم يجد تجاه هذا الزخم الفضائي إلا أن يتفاعل ويتقمص ويقلد شخصيات أبطال هذه البرامج والمسلسلات لاعتقاده حسب خبراته المحدودة أن ما يشاهده هو الصحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى