مقال

الدكروري يكتب عن الأحكام الفقهية للصيام ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأحكام الفقهية للصيام ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع الأحكام الفقهية للصيام، ولا يجوز الفطر قبل التحقق من غروب الشمس إما بمشاهدتها أو بالاجتهاد أو بإخبار من يثق بدينه، وأما عن ما حكم الأكل أو الشرب أثناء الأذان الأول؟ فإنه يجوز الأكل والشرب أثناء الأذان الأول، لأنه يكون قبل طلوع الفجر، والمقصود منه أن يشعر المسلم بقرب طلوع الفجر ويستعد للإمساك عند سماع الأذان الثانى، وما حكم الأكل أو الشرب أثناء الأذان الثانى؟ فإنه لا يجوز الأكل والشرب أثناء الأذان الثاني لأن الأذان الثاني إعلام بطلوع الفجر ووجوب الإمساك، وقد قال الله تعالى فى سورة البقرة ” وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” ومن فعل ذلك فقد أبطل صومه، وعليه الإمساك بقية اليوم والقضاء، وما حكم الأكل أو الشرب ناسيا فى نهار رمضان أو في صوم النفل والتطوع ؟

فإنه من أكل أو شرب ناسيا وهو صائم في الفرض أو النفل فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه، ولا فرق فى ذلك بين أن يكون الصوم فريضة أو نافلة، ولكن ماذا يفعل من رأى صائما فى رمضان يأكل أو يشرب ناسيا؟ فإنه من رأى صائما في رمضان يفطر ناسيا ينبغى أن ينبهه لأن الناسى وإن كان غير آثم وغير مفطر، لكن صورة ما يفعله صورة المنكر، فنذكره بلطف ليكف عن ذلك، وماذا يفعل من رأى شخصا فى رمضان يأكل أو يشرب عامدا، مجاهرا بفطره؟ فعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فإن خاف شره أنكر عليه بقلبه، لكن لا يجالسه إن استطاع، وحبذا لو استعان بولى الأمر ليمنعه من ذلك، وما هو المرض المبيح للفطر في رمضان؟ هو المرض الذى يخشى أن يهلك صاحبه لو صام، أو تحصل له مشقة شديدة لا تحتمل عادة، فإذا أصيب شخص بمرض لا يرجى برؤه ماذا يفعل في صومه؟

فإنه من ابتلي بمرض لا يرجى برؤه ولم يصم فعليه إطعام مسكين مد طعام عن كل يوم بدلا عن الصوم، فقال الله تعالى فى سورة البقرة ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين” والمد هو ستمائة جرام من القمح أو الأرز، وما حكم الصيام لكل من مريض السكرى والقلب والضغط والكلى والقرحة؟ فإنه من عجز منهم عن الصوم مطلقا أفطر، وعليه الفدية لقوله تعالى فى سورة البقرة ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين” ولا قضاء عليه وأما من كان يستطيع الصيام فى بعض أيام الشهر دون الأخرى فيصوم ما يستطيع منها ويقضي بعد رمضان الأيام التي أفطرها متى استطاع ذلك، ولا فدية عليه، والمريض الذي يشق عليه الصيام في أيام الصيف الطويلة الحارة ويستطيع القضاء فى أيام الشتاء القصيرة يفطر، وعليه القضاء عند التمكن ولا فدية عليه، وهل تصوم الحامل والمرضع؟

فإنه يجب الصيام على الحامل والمرضع، لكن إن لحقهما ضرر أو مشقة غير معتادة أفطرتا وعليهما القضاء، فإن كان الفطر خوفا على الجنين أو الطفل فتجب فدية مع القضاء، لأن هذا الإفطار انتفع به الأم والطفل، وأما عن أحكام الصوم فى علم فروع الفقه الإسلامى وهى دراسة شرعية لأحكام الصوم مستفادة من أدلة الشرع الإسلامى، وقد اهتم علماء الفقه بموضوع الصيام، وجعلوه قسما من أقسام فقه العبادات يعرف بكتاب الصوم، ويشمل أبوابا وفصولا ومسائل وغيرها من التفريعات، ويتضمن تعريف الصوم، وحكمه، والأصل فى مشروعيته، وأركان الصوم وشروطه ومبطلاته ومستحبات الصوم ومكروهاته، وصوم شهر رمضان وأنواع الصوم وأقسامه وأحكام نية الصوم وتبييت النية، وأحكام الإفطار فى رمضان والقضاء والفدية والصوم في السفر.

وصوم المريض وصوم الحائض وما يذكر ضمن ذلك من آيات أحكام الصيام، وأحكام مواقيت الصوم وأحكام ليلة الصيام ورؤية هلال رمضان ويوم الشك ويوم الغيم ومطلع الفجر وليلة القدر فى ليالى شهر رمضان وقيام ليالى رمضان بالعمل الصالح فيها، وصلاة قيام رمضان، واستكمال عدة شهر رمضان ثلاثين يوما عند عدم رؤية هلال شوال، واستكمال شهر شعبان ثلاثين يوما عند عدم رؤية هلال شهر رمضان، وصوم التطوع مثل صوم عاشوراء، والصوم في شهر المحرم، وصوم ست من شوال وهو العاشر من المحرم، وصوم الإثنين والخميس، صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم يوم عرفة لغير الحاج، وصوم يوم وفطر يوم، والصوم المنهى عنه مثل صوم يوم الشك، وصوم يوم الغيم، والصوم الحرام وهو صوم يومى العيد، وصوم أيام التشريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى