مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو ذر الهروي ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو ذر الهروي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام أبو ذر الهروي هو الحافظ الإمام المجود العلامة شيخ الحرم أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير بن محمد، المعروف ببلده بابن السماك الأنصاري الخراساني الهروي المالكي صاحب التصانيف، وراوي الصحيح، وهو أحد العلماء ومن رواة الحديث عند أهل السنة والجماعة، وهو من فقهاء المالكية، وراوي صحيح البخاري عن الثلاثة المستملي، والحموي، والكشميهني، ويقال له ابن السماك، أصله من هراة، وقد رحل من الأندلس إلى المشرق ونزل بمكة، فسكنها مدة ثم تزوج في العرب وأقام بالسروان وكان يحج في كل عام ويقيم بمكة أيام الموسم ثم يرجع إلى أهله وكان ثقة ضابطا دينا فاضلا، قال الإمام أبو ذر الهروي ولدت سنة خمس أو ست وخمسين وثلاثمائة، وقال الذهبي أنه أخذ الكلام ورأي أبي الحسن عن القاضي أبي بكر بن الطيب.

 

وبث ذلك بمكة، وحمله عنه المغاربة إلى المغرب، والأندلس، وقبل ذلك كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام، بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية، ولا يخوضون في المعقولات، وعلى ذلك كان الأصيلي، وأبو الوليد بن الفرضي، وأبو عمر الطلمنكي، ومكي القيسي، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، والعلماء، كما قال كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان، وبالحضرة رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية، وكان يرد على الكرامية، وينصر الحنابلة عليهم، وبينه وبين أهل الحديث عامر، وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام، وسمع الإمام أبو ذر الهروي بهراة أبا الفضل بن خميرويه، وبشر بن محمد المزني، وجماعة، ورحل فسمع أبا محمد بن حمويه.

 

وزاهر بن أحمد بسرخس، وأبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ، وأبا الهيثم محمد بن مكي بكشميهن، وأبا بكر هلال بن محمد، وشيبان بن محمد الضبعي بالبصرة، والدارقطني، وأبا الفضل الزهري، وأبا عمر بن حيويه، وطائفة ببغداد، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة بدمشق، وطائفة بمصر وبمكة، وروى عنه ابنه عيسى، وعلي بن محمد بن أبي الهول، وموسى بن علي الصقلي، وعبد الله بن الحسن التنيسي، وعلي بن بكار الصوري، وأحمد بن محمد القزويني، وعلي بن عبد الغالب البغدادي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وأبو عمران الفاسي الفقيه موسى بن عيسى، وأبو الطاهر إسماعيل بن سعيد النحوي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وعبد الله بن سعيد الشنتجالي، وعبد الحق بن هارون السهمي، وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي.

 

وأبو شاكر أحمد بن علي العثماني، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، وخلق سواهم، وروى عنه بالإجازة أبو بكر الخطيب، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني الإشبيلي، ومن مؤلفاته هو المستخرج على الإلزامات، ومسخرج على الصحيحين، وكتاب في السنّة والصفات، وكتاب الجامع، وكتاب الدعاء، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب شهادة الزور، وكتاب فضائل مالك، وكتاب فضائل العيدين، وروى عنه بالإجازة أبو عمر بن عبد البر ، وأبو بكر الخطيب وأحمد بن عبد القادر اليوسفي وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون الخولاني المتوفى في سنة ثمان وخمسمائة، وعن أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري قال عبد بن أحمد السماك الحافظ صدوق تكلموا في رأيه.

 

سمعت منه حديثا واحدا عن شيبان بن محمد الضبعي عن أبي خليفة، عن علي بن المديني حديث جابر بطوله في الحج قال لي اقرأه علي حتى تعتاد قراءة الحديث وهو أول حديث قرأته على الشيخ وناولته الجزء فقال لست على وضوء، فضعه، وقال أبو ذر سمعت الحديث من ابن خميرويه، قلت هو أقدم شيخ له، وقال ودخلت على أبي حاتم بن أبي الفضل قبل ذلك وسمعته يملي يقول حدثنا الحسين بن إدريس قال أبو بكر الخطيب قدم أبو ذر بغداد، وحدث بها وأنا غائب وخرج إلى مكة وجاور، ثم تزوج في العرب وأقام بالسروات فكان يحج كل عام ويحدث ثم يرجع إلى أهله وكان ثقة ضابطا دينا مات بمكة في شهر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وقال الأمين ابن الأكفاني حدثني أبو علي الحسين بن أبي حريصة، وقال بلغني أن أبا ذر مات سنة أربع بمكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى