مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الأزرقي ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الأزرقي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام الأزرقي، بل لقد بلغت دقة الإمام الأزرقي رحمه الله تعالى حدا بعيدا جعله يذهب إلى أبعد من هذا حيث إنه يناقش بعض الأمور التاريخية داخل ذلك المكان مما انتشر بين عامة الناس، فيكشف عن حقيقته، من ذلك أنه كان يوجد في منزل السيدة خديجة رضي الله عنها صفيحة من الحجارة مبني عليها في جدار البيت الذي كان يسكنه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بعض الناس يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس تحت تلك الصفيحة، فيستدري بها من الرمي بالحجارة إذا جاءته من دار أبي لهب، ودار عدي بن أبي الحمراء الثقفي، فتحرى الإمام الأزرقي صحة هذا، وتوصل إلى عدم صحتها، وهذه الدقة العلمية، والحرص على توخي صحة الرواية، والمكان، والحدث، نشاهدها في العرض التاريخي في كتابه النفيس، مبتدئا هذه القائمة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.

 

أي البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، وكان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وفيه، وفي غيره يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع حين قيل له أي تنزل يا رسول الله؟ “وهل ترك لنا عقيل من ظل” فلم يزل بيده وبيد ولده حتى باعه ولده من محمد يوسف فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء، وتعرف اليوم بابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدار حتى حجت الخيزران أم الخليفتين موسى وهارون، فجعلته مسجدا يصلي فيه، وأخرجته من الدار، وأشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدار، يقال له زقاق المولد، ويقول أبو الوليد، قال سمعت جدي ويوسف بن محمد يثبتان أمر المولد وأنه ذلك البيت لا اختلاف فيه عند أهل مكة، وكما يقول أبو الوليد قال حدثني رجل من أهل مكة.

 

يقال له سليمان بن أبي مرحب مولي بن خيثم، قال حدثني ناس كانوا يسكنون ذلك البيت قبل أن تشرعه الخيزران من الدار ثم انتقلوا عنه حين جعل مسجدا، قالوا لا والله ما أصابتنا فيه جايحة، ولا حاجة، فأخرجنا منه، فاشتد الزمان علينا، ومن فضل الله أن هذا المنزل المبارك قد وظف توظيفا شرعيا، فأصبح منارة علمية يأوي إليها العلماء والباحثون بحيث أصبح يضم أنفس المكتبات الخاصة لعلماء البلد الحرام، تجمع نفائس المخطوطات، والمطبوعات، ومنزل خديجة ابنة خويلد، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو البيت الذي كان يسكنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخديجة، وفيه ابتنى بخديجة، وولدت فيه خديجة أولادها جميعا، وفيه توفيت خديجة فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم ساكنا فيه حتى خرج إلى المدينة مهاجرا فأخذه عقيل بن أبي طالب، ثم اشتراه منه معاوية.

 

وهو خليفة، فجعله مسجدا يصلى فيه، وبناه بناءه هذا، وحد الحدود التي كانت لبيت خديجة لم تغير في ما ذكر عن من يوثق به من المكيين، وفتح معاوية فيه بابا من دار أبي سفيان بن حرب وهو قايم إلى اليوم، وهي الدار التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن” وهي الدار التي يقال لها اليوم دار ريطة بنت أبي العباس أمير المؤمنين، ومسجد في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي التي عند الصفا يقال لها دار الخيزران، كان بيتا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مختبيا فيه، وفيه أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويستمر الإمام أبو الوليد الأزرقي في سرد حديثه عن الأماكن التاريخية المأثورة في عصره، وقد بلغت ثمانية عشر موقعا يتم سردها على النحو التالي، مسجد بأعلى مكة عند الردم عند بير جبير بن مطعم.

 

يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه، وقد بناه عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وبنى عنده جنبذا يسقى فيه الماء، ومسجد بأعلى مكة أيضا يقال له مسجد الجن وهو مسجد يقال له مسجد الشجرة، ومسجد بأعلى مكة أيضا، يقال له مسجد الجن، وهو الذي يسميه أهل مكة مسجد الحرس، وإنما سمي مسجد الحرس أن صاحب الحرس كان يطوف بمكة حتى انتهى إليه، وقف عنده ولم يجزه حتى يتوافى عنده عرفاؤه، وحرسه يأتونه من شعب بني عامر، ومن ثنية المدنيين، فإذا توافوا عنده رجع منحدرا إلى مكة، وهو في ما يقال له موضع الخط الذي خط رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود ليلة استمع إليه الجن، وهو يسمى مسجد البيعة، يقال إن الجن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى