مقال

الدكروري يكتب عن الإمام محمد الغزالي ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام محمد الغزالي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام محمد الغزالي، ونال العديد من الجوائز والتكريم فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام الف وتسعمائة وتسع وثمانين للهجرة، وسببت انتقادات الغزالي للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أو في السعودية، واعتقل الغزالي مع من اعتقلوا بعد حلّ جماعة الإخوان المسلمين سنة ألف وتسعمائة وثماني وأربعين ميلادي، وأودع في معتقل الطور، وبعد سنة ألف وتسعمائة واثنين وخمسين ميلادي، نشب خلاف بين الغزالي وحسن الهضيبي، مرشد جماعة الإخوان المسلمين وقتها، خرج على إثره الغزالي من الجماعة، وبعد تخرّجه عمل إماما وخطيبا في مسجد العتبة الخضراء ثم تدرّج في الوظائف حتى صار مفتشا في المساجد، ثم واعظا بالأزهر الشريف ثم وكيلا لقسم المساجد، ثم مديرا للمساجد.

 

ثم مديرا للتدريب فمديرا للدعوة والإرشاد، وفي عام الف وتسعمائة وواحد وسبعين ميلادي، تم إعارته للمملكة العربية السعودية ليعمل أستاذا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وكما درّس في كلية الشريعة بقطر، وفي عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين ميلادي، تم تعيينه وكيلا لوزارة الأوقاف بمصر، وكما تولى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الجزائري الإسلامية بالجزائر لمدة خمس سنوات وكانت آخر مناصبه، وكان للإمام الغزالي مواقف مع الشيخ حسن البنا، فيتحدث الشيخ الغزالي عن لقائه الأول بحسن البنا فيقول كان ذلك أثناء دراستي الثانوية في المعهد بالإسكندرية، وكان من عادتي لزوم مسجد عبد الرحمن بن هرمز حيث أقوم بمذاكرة دروسي، وذات مساء نهض شاب لا أعرفه يلقي على الناس موعظة قصيرة شرحا للحديث الشريف.

 

“اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” وكان حديثا مؤثرا يصل إلى القلب، ومنذ تلك الساعة توثقت علاقتي به، واستمر عملي في ميدان الكفاح الإسلامي مع هذا الرجل العظيم إلى أن استشهد عام ألف وتسعمائة وتسع وأربعين، وكما كان للإمام الغزالي مواقف مع الشيخ مع ابن باز، حيث زار الغزالي ذات مرة ابن باز لمناقشة بعض المسائل العلمية، فلما خرج سأله الصحفيون كيف رأيت ابن باز؟ قال رأيت رجلا يكلمني من الجنة، وأما عن شهادته في قضية فرج فودة، فقد اعتبر الإمام الغزالي الكاتب المصري فرج فودة كافرا ومرتدا، ففي شهادة الشيخ محمد الغزالي في أثناء محاكمة القاتل أفتى بجواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا افتياتا على حق السلطة، ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة حسب تعبيره.

 

وأما عن موقفه مع صلاح جاهين، فيذكر الشيخ هيكل أن الشيخ الغزالي كان شجاعا ولا يخشى في الحق لومة لائم، واستشهد الشيخ هيكل بموقف للشيخ الغزالي مع رسام الكاريكاتير صلاح جاهين، ويذكر أن الشيخ الغزالي تناول في أحد خطبه حديثا من أحاديث النبي الصحيحة وهو يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد” الخ الحديث، وقام صلاح جاهين بالسخرية من هذا الحديث ومن الشيخ ورسم كاريكاتير يتهكم فيه، فغضب الشيخ الغزالي وأوصى جميع أئمة المساجد بتناول هذا الأمر في خطبة الجمعة التالية بعد أن رفضت الصحف نشر رد الشيخ الغزالي على تهكم جاهين، وأما عن ما قالوا عنه، فكان في عام ألف وتسعمائة وخمس وأربعين كتب حسن البنا إلى محمد الغزالي يقول له أخي العزيز الشيخ محمد الغزالي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

 

قرأت مقالك “الإخوان المسلمون والأحزاب” في العدد الأخير من مجلة الإخوان فطربت لعبارته الجزلة ومعانيه الدقيقة وأدبه العف الرصين، هكذا يجب أن تكتبوا أيها الإخوان المسلمون، اكتب دائما وروح القدس يؤيدك، والله معك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومن يومها أطلق الإمام حسن البنا على الشيخ الغزالي لقب أديب الدعوة، كما تم كتابة عن الشيخ الغزالي عدة أعمال وأطروحات جامعية، من بينها أطروحة الشيخ محمد الغزالي مفكرا وداعية، للباحث الجزائري إبراهيم نويري، التي نوقشت بجامعة الأمير عبد القادر، سنة ألف وتسعمائة وتسع وتسعين ميلادي، كما تم تأليف عنه مؤلفات كثيرة أشهرها كتاب مع الشيخ الغزالي ، رحلة نصف قرن للدكتور يوسف القرضاوي، وكتاب الشيخ الغزالي، الموقع الفكري والمعارك الفكرية، للدكتور محمد عمارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى