مقال

الدكروري يكتب عن الإمام محمد الغزالي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام محمد الغزالي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام محمد الغزالي هو عالم ومفكر إسلامي مصري، يُعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من المناهضين للتشدد والغلو في الدين، كما يقول أبو العلا ماضي ، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة، وهو مثال نادر للداعية المتخصص في هذا العصر، فقد جمع بين العلوم الشرعية والعلوم العصرية، واجتهد في تقديم الدعوة إلى الناس بلغة في الخطاب ممتعة، مما أكسبه احترام الناس، فإنه مثال فريد للداعية الذي وضع الأدب في خدمة الدعوة، وسُمّي الشيخ محمد الغزالي بهذا الاسم رغبة من والده بالتيمن بالإمام أبو حامد الغزالي فلقد رأى في منامه الشيخ أبو حامد الغزالي وقال له أنه سوف ينجب ولدا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه.

 

وولد الإمام محمد الغزالي في قرية نكلا العنب، بمركز ايتاي البارود، بمحافظة البحيرة بمصر في الخامس من شهر ذي الحجة لعام ألف وثلاثمائة وخمس وثلاثين من الهجرة الموافق الثاني والعشرين من شهر سبتمبر لعام ألف وتسعمائة وسبعة عشر للميلاد، ونشأ في أسرة متدينة، وله خمسة إخوة، فأتم حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية في السنة العاشرة من عمرة، ويقول الإمام محمد الغزالي عن نفسه وقتئذ كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة، والتحق الإمام محمد الغزالي بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الإبتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة.

 

سنة ألف وثلاثمائة وست وخمسين للهجرة، الموافق ألف وتسعمائة وسبع وثلاثين للميلاد، والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر، وبدأت كتاباته في مجلة الإخوان المسلمين أثناء دراسته بالسنة الثالثة في الكلية، بعد تعرفه على الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة، وظل الإمام يشجعه على الكتابة حتى تخرّج بعد أربع سنوات في سنة ألف وثلاثمائة وستين للهجرة، وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد حتى حصل على درجة العالمية سنة ألف وثلاثمائة واثنين وستين للهجرة، وعمره ست وعشرون سنة، وبدأت بعدها رحلته في الدعوة من خلال مساجد القاهرة، وقد تلقى العلم عن الشيخ عبد العظيم الزرقاني، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى والشيخ محمد محمد المدني وغيرهم من علماء الأزهر، وكان الغزالي متأثر تأثرا كبيرا بأسلوب القرآن الكريم.

 

فقد كان يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وكان يتحرى دائما طرقه في دعوة الناس، ولقد كان ذلك سر جمال أسلوبه، ولطافة تعبيره، والأسلوب الأدبي هو الأسلوب المفضل في كتابات الشيخ، فهو يفضل عرض الأفكار بلغة أدبية مؤثرة، فيها عناصر الإقناع والإمتاع، ويسير على هذه الطريقة في جل ما يكتب، ولا يستخدم الطريقة السردية المباشرة إلا نادرا، وذلك لشد عقول القراء وقلوبهم إلى الأفكار التي ينوي غرسها في النفوس، كما كان يتميز أسلوبه بكثرة استخدام الصور الفنية، والأمثال المحسوسة، ذلك لتقريب الأفكار إلى النفوس، وعرضها في قوالب حية قريبة التناول، وواضح أن الشيخ قد استمد هذه الطريقة من القرآن الكريم، ومن السنة النبوية الشريفة، وكما كان يمتاز أسلوبه أيضا بالتنويع المشوق، فهو يلون حديثه ويكثر من الأساليب التي لها قدرة على التأثير.

 

كالاستفهام والتوكيد والتعجب، ويستخدم القصة استخداما جيدا، وكثيرا ما يتمثل بحوادث من الواقع، لتكون أبلغ في التأثير، وأكثر التصاقا بالقضايا المثارة في هذا العصر، وحصل الغزالي على شهادة الثانوية الأزهرية عام ألف وتسعمائة وسبع وثلاثين من الميلاد، ثم التحق بكلية أصول الدين في العام نفسه، وتخرج منها بعد أربع سنوات، حيث تخصص بالدعوة والإرشاد، وكما حصل على درجة العالمية سنة ألف وتسعمائة وثلاث وأربعين، وانضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بمرشدها الأول حسن البنا، وسافر إلى الجزائر سنة ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين ميلادي للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة, وقام بالتدريس فيها رفقة العديد من الشيوخ كالشيخ يوسف القرضاوي والشيخ البوطي حتى تسعينيات القرن العشرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى