مقال

الدكروري يكتب عن الإمام العجلي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام العجلي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام العجلي هو أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح، الإمام الحافظ، الأوحد الزاهد، أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، الكوفي، نزيل مدينة طرابلس المغرب، وهي أول مدائن المغرب، بينها وبين الإسكندرية مسيرة شهر، ثم منها يسير غربا إلى مدينة تونس التي هي اليوم قاعدة إقليم إفريقية، ولد بالكوفة، في سنة مائة واثنين وثمانين من الهجرة، وقيل إنه فر إلى المغرب لما ظهر الامتحان بخلق القرآن، فاستوطنها، وولد له بها، وقال بعض العلماء لم يكن لأبي الحسن أحمد بن عبد الله عندنا بالمغرب شبيه ولا نظير في زمانه في معرفة الغريب وإتقانه، وفي زهده وورعه، وقال المؤرخ العالم أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني سألت مالك بن عيسى العفصي الحافظ من أعلم من رأيت بالحديث؟ قال أما في الشيوخ فأحمد بن عبد الله العجلي.

 

وقال محمد بن أحمد بن غانم الحافظ، سمعت أحمد بن معتب وهو مغربي ثقة يقول سئل يحيى بن معين عن أحمد بن عبد الله بن صالح، فقال هو ثقة ابن ثقة، وقال بعضهم إنما سكن أحمد بن عبد الله بطرابلس للتفرد والعبادة، وقبره هناك على الساحل، وقبر ولده صالح إلى جنبه، وقال أحمد العجلي رحلت إلى أبي داود الطيالسي، فمات قبل قدومي البصرة بيوم، ومات أحمد العجلي سنة مائتين وإحدى وستين من الهجرة، ومات ابنه صالح في سنة ثلاثمائة واثنين وعشرين من الهجرة، وسمع من حسين الجعفي، وشبابة بن سوار، وأبي داود الحفري، ويعلى بن عبيد، وأخيه محمد بن عبيد، ومحمد بن يوسف الفريابي، ووالده الإمام عبد الله بن صالح المقرئ، وعفان، وطبقتهم، وحدث عنه ولده صالح بن أحمد، وسعيد بن عثمان الأعناقي، ومحمد بن فطيس، وعثمان بن حديد الإلبيري.

 

وسعيد بن إسحاق، وله مصنف مفيد في الجرح والتعديل، فيه فوائد تدل على تبحره بالصنعة وسعة حفظه، وقد ذكره العباس بن محمد الدوري، فقال ذلك كنا نعده مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وقيل عن كتب الثقات، فأول من صنف فيها أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، وأن كتاب العجلي ليس مختصا بالثقات، ففيه جماعة جرحهم العجلي نفسه، بالضعف تارة وبالترك أخرى، وبالكذب أحيانا، وبالزندقة أيضا، بل لقد بوب لكتابه بابا بعنوانه ومن المتروكين، كما في الجزء المتبقي من أصل كتاب العجلي، فكتاب العجلي ليس مختصا بالثقات، ولذلك فإن تسمية كتابه بالثقات خطأ، جر إلى خطأ اعتقاد اختصاصه بالثقات، وقد يجر إلى خطأ آخر وهو أن بعض الرواة الذين ذكرهم العجلي في كتابه لم يذكر فيهم جرحا ولا تعديلا، فمن ظن أن الكتاب مختص بالثقات.

 

اعتبرهم ثقات عند العجلي، قياسا على ثقات ابن حبان، وأن شرط العجلي في كتابه أوسع من اختصاصه بالثقات بل هو كتاب في الجرح والتعديل وفي تاريخ الرواة وفي معرفة الرجال مطلقا، وهذه كلها تسميات أولى من الثقات لأنها أصدق وصفا لمضمون الكتاب، فإن علم الجرح والتعديل من أجل العلوم الإسلامية، حيث يعرف من خلاله الراوي الثقة من غيره، والحديث المقبول من المردود، وقال الإمام مسلم رحمه الله “وإنما ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الأخبار، وأفتوا بذلك حين سئلوا لما فيه من عظيم الخطر، إذ الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب، فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة، ثم أقدم على الرواية عنه من قد عرفه ولم يبين ما فيه لغيره ممن جهل معرفته، كان آثما بفعله ذلك، غاشا لعوام المسلمين.

 

إذ لا يؤمن على بعض من سمع تلك الأخبار أن يستعملها أو يستعمل بعضها ولعلها أو أكثرها أكاذيب لا أصل لها، مع أن الأخبار الصحاح من رواية الثقات وأهل القناعة أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة ولا مقنع، ولا أحسب كثيرا ممن يعرج من الناس على ما وصفنا من هذه الأحاديث الضعاف والأسانيد المجهولة ويعتد بروايتها بعد معرفته بما فيها من التوهن والضعف، إلا أن الذي يحمله على روايتهاوالاعتداد بها إرادة التكثر بذلك عند العوام، ولأن يقال ما أكثر ما جمع فلان من الحديث وألف من العدد ومن ذهب في العلم هذا المذهب وسلك هذا الطريق فلا نصيب له فيه وكان بأن يسمى جاهلا أولى من أن ينسب إلى علم، وأما عن منهج الإمام العجلي في الجرح والتعديل، أو التمييز أو معرفة الرجال فكان هو أهم العلوم التي اشتهر بها الإمام العجلي، وأن الإمام العجلي كانت لديه ثروة هائلة من الأحاديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى