مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو معاوية الضرير

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو معاوية الضرير

بقلم / محمـــد الدكـــروي

 

الإمام أبو معاوية الضرير هو أبو معاوية محمد بن خازم السعدي الكوفي الضرير وهوأحد الأعلام، من أئمة الحديث الثقات، وهو حافظ حجة، وعمي بصره وهو ابن أربع سنوات، فأقاموا عليه مأتما، ويقال أنه عمي ابن ثمان سنين، وهو أثبت أصحاب الأعمش بعد سفيان وشعبة، حيث لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة وكان أحفظ الناس لحديثه وهو في الرواية عنه ثقة، وفي غيره فيه اضطراب، وكان يرى الإرجاء وهو لين القول فيه، ومحمد بن خازم هو مولى بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وقال أحمد وجماعة بأنه ولد سنة مائة وثلاث عشر من الهجرة، وقد سئل الإمام أحمد عن أبي معاوية وجرير في الأعمش ، فقدم أبا معاوية، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو أمر لكثرة ما تردد عليه.

 

ثم قال أبي أبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا، وسمعت أبي يقول كان والله حافظا للقرآن، وحدث عن هشام بن عروة، وعاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش، وسهيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، وداود بن أبي هند، وعبيد الله بن عمر، وأبي مالك الأشجعي، وأبي إسحاق الشيباني، ومحمد بن سوقة، والكلبي وسعد بن طريف الإسكاف، وإسماعيل بن مسلم المكي، وبشار بن كدام، وجعفر بن برقان، وجويبر بن سعيد، وحجاج بن أرطاة، والحسن بن عمرو الفقيمي، وخالد بن إلياس، وسعد بن سعيد، وعمرو بن ميمون بن مهران، وأبي بردة عمرو بن يزيد، وقنان بن عبد الله، وليث بن أبي سليم، وخلق كثير، وروي عنه كل من ابنه إبراهيم، وابن جريج شيخه، والأعمش شيخه، ويحيى بن سعيد القطان.

 

ويحيى بن يحيى، وعمرو بن عون، وأحمد بن يونس ، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وإسحاق، وأبو كريب، وابنا أبي شيبة، وعلي، وأبو خيثمة، وسعيد بن منصور، وابن نمير، وهناد، وقتيبة، وعلي بن محمد الطنافسي، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن منيع، وعلي بن حرب، وأخوه أحمد بن حرب، وأحمد بن سنان، والحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الزعفراني، وسهل بن زنجلة، وصدقة بن الفضل، وسعدان بن نصر، وعبد الرحمن بن محمد الطرسوسي، وعلي بن إشكاب، ومحمد بن إسماعيل الحساني، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، ومحمد بن طريف، ومحمد بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ويعقوب الدورقي، وخلق كثير خاتمتهم أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وقال عنه أبو بكر البيهقي هو حجة.

 

قد أجمع الحفاظ على قبول ما ينفرد به، وقال عنه أبو حاتم الرازي أثبت الناس في الأعمش الثوري ثم أبو معاوية الضرير، وقال أبو حاتم بن حبان البستي كان حافظا متقنا ولكنه كان مرجئا خبيثا، وقال أبو دواد السجستاني كان مرجئا، ومرة، كان رئيس المرجئة بالكوفة، وقال أبو زرعة الرازي يرى الإرجاء، يدعوا إليه، وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري أحفظ أصحاب الأعمش، وقال أبو يعلى الخليلي هو ثقة متفق عليه، وقال أحمد بن حمزة بن أبي طاهر كان يدلس، وقال أحمد بن حنبل في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا، وقال أحمد بن شعيب النسائي هو ثقة في الأعمش، ومرة ثقة، وقال أحمد بن صالح الجيلي ثقة، وكان يري الإرجاء، كان لين القول فيه، وقال ابن حجر العسقلاني هو ثقة، قد رمي بالإرجاء، أحفظ الناس لحديث الأعمش.

 

قد يهم في حديث غيره، وقال الدارقطني هو من الرفعاء الثقات، وقال الذهبي الحافظ، ثبت في الأعمش، وكان مرجئا، وقال حفص بن غياث النخعي ما رأيت أحدا قط أحسن قياد الأعمى من الأعمش لأبي معاوية، وقال شعبة بن الحجاج هذا صاحب الأعمش فاعرفوه، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش صدوق، هو في الأعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب، كما وثقه علي بن المديني، وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي هو ثقة كثير الحديث، يدلس، مرجئ، وقال وكيع بن الجراح ما أدركنا أعلم بأحاديث الأعمش منه، وقال يحيى بن معين هو أثبت في الأعمش من جرير، روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير، وفي رواية ابن محرز عنه قال ثقة في حديث الأعمش ولكنه يخطئ، وقال يعقوب بن شيبة السدوسي هو من الثقات وربما دلس، كان يرى الإرجاء.

 

وعن ابن معين قال لنا وكيع من تلزمون ؟ قلنا نلزم أبا معاوية، قال أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة‌، فقلت لأبي معاوية إن وكيعا قال كذا وكذا، فقال صدق ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربعمائة، وقال أبو معاوية حفظت عن الأعمش ألفا وستمائة، فمرضت مرضة، فذهب عني منها أربعمائة، وقال يحيى كان عنده ألف ومائتان وعند وكيع عن الأعمش ثمانمائة، قلت ليحيى كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش ؟ قال كانت تلك الأحاديث الكبار العالية عنده، وقال علي بن المديني كتبنا عن أبي معاوية عن الأعمش ألفا وخمسمائة حديث وكان عند جرير ألف ومائتان عن الأعمش وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة ونيف وخمسون حديثا، وعن أبي نعيم قال سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية أما أنت فقد ربطت رأس كيسك.

 

وعن محمود بن غيلان يقول سمعت شبابة يقول جاء أبو معاوية إلى مجلس شعبة فقال يا أبا معاوية سمعت حديث كذا من الأعمش ؟ قال نعم، فقال شعبة هذا صاحب الأعمش فاعرفوه، وقال أبا نعيم لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة، وقال أحمد بن عمر الوكيعي ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية، وقال أحمد بن داود الحراني سمعت أبا معاوية يقول البصراء كانوا عيالا علي عند الأعمش، وقال ابن عمار سمعت أبا معاوية يقول كل حديث أقول فيه حدثنا فهو ما حفظته من في المحدث وما قلت ذكر فلان فهو ما لم أحفظه من فيه وقرئ عليه من كتاب فحفظته وعرفته، وكان هارون الرشيد يجل أبا معاوية ويحترمه، وقيل إنه أكل عنده فغسل يديه فكان الرشيد هو الذي صب على يده، وقال تدري يا أبا معاوية من يصب عليك ؟ ثم وصله بذهب كثير، وتوفي الإمام أبو معاوية الضرير في شهر صفر أو أول ربيع الأول سنة مائة وأربع وتسعين من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى