مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن عبد البر ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن عبد البر ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام إبن عبد البر أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري المعروف بابن عبد البر هو إمام وفقيه مالكي ومحدث ومؤرخ أندلسي، له العديد من التصانيف والكتب من أشهرها الاستيعاب في معرفة الأصحاب وهو في تراجم أصحاب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولد أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم في قرطبة، لأسرة من بني النمر بن قاسط في الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر لعام ثلاثمائة وثماني وستين من الهجرة، وكان أبوه عبد الله فقيها، ومن أهل العلم في قرطبة، فلا يزال علماء أهل السنة والجماعة في كل عصر ومِصر متمسكين بكتاب ربهم سبحانه وتعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، آمرين باتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم، ومن العلماء الأجلاء الذين ساروا على درب التمسك بالقرآن والسنة والاقتداء بالسلف الصالح الإمام ابن عبد البر رحمه الله.

 

الذي يقول عنه الإمام الذهبي رحمه الله “هو الإمام العلامة، حافظ المغرب، شيخ الإسلام، أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري، الأندلسي، القرطبي، المالكي، صاحب التصانيف الفائقة، مولده في سنة ثمان وستين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر، وقيل في جمادى الأولى فاختلفت الروايات في الشهر عنه، وطلب العلم بعد التسعين وثلاثمائة وأدرك الكبار، وطال عمره، وعلا سنده، وتكاثر عليه الطلبة، وجمع وصنف، ووثق وضعف، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لعلمه علماء الزمان” ثم قال عنه أيضا “كان إماما ديّنا، ثقة، متقنا، علامة، متبحرا، صاحب سنة واتباع، وكان في أصول الديانة على مذهب السلف، لم يدخل في علم الكلام بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله، ويقصد الذهبي بكون ابن عبد البر على مذهب السلف في أصول الديانة أنه كان في الأمور العقدية .

 

على ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم، والتابعون لهم بإحسان، وأتباعهم ومن شُهد لهم بالإمامة كالأئمة الأربعة وسفيان الثوري والليث بن سعد وابن المبارك والنخعي والبخاري ومسلم، وغيرهم، ومن أشهر مصنفات ابن عبد البر هو التمهيد، والاستذكار، والاستيعاب، وجامع بيان العلم وفضله، وله مصنفات أخرى كثيرة، وقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية إنه إمام المغرب، وقال عن كتاب التمهيد وهو شرح ابن عبد البر لموطأ مالك “الشرح الذي لم يشرح أحد مثله، وقال، وهو أجلّ ما صُنف في فنه، وقال وهو أشرف كتاب صُنف في فنه، وقال عنه ابن تيمية أيضا إنه من أعلم الناس بالآثار والتمييز بين صحيحها وسقيمها، وقال عنه الإمام ابن القيم إنه إمام أهل السنة في زمانه، ونشأ ابن عبد البر بقرطبة، وتعلم الفقه والحديث واللغة والتاريخ من شيوخها، فدرس على يد أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد الجهني.

 

وأبي عمر أحمد بن محمد بن الجسور وأبي عمر أحمد بن عبد الله الباجي وأبي الوليد بن الفرضي الذي أخذ عنه الكثير من علم الحديث وقرأ عليه مسند مالك وأبي عمر الطلمنكي المقرئ، ولزم ابن عبد البر أبي عمر أحمد بن عبد الملك بن هاشم الفقيه الإشبيلي وطلب عنده الفقه، وسمع من أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن سنن أبي داود والناسخ والمنسوخ لأبي داود ومسند أحمد، وقرأ على محمد بن عبد الملك بن ضيفون تفسير محمد بن سنجر، وقرأ على أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان الموطأ الصغير لابن وهب بروايته عن قاسم بن أصبغ عن ابن وضاح عن سحنون وغيره عن ابن وهب، وسمع من سعيد بن نصر موطأ مالك والمشكل لابن قتيبة ومسند الحميدي، وسمع من الحافظ أبي القاسم خلف بن القاسم بن سهل تصنيف عبد الله بن عبد الحكم، وسمع من الحسين بن يعقوب البجاني.

 

وقرأ على عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الوهراني موطأ ابن القاسم، وسمع من يحيى بن عبد الرحمن بن وجه الجنة ومحمد بن رشيق المكتب وأحمد بن القاسم التاهرتي وأبي حفص عمر بن حسين بن نابل ومحمد بن خليفة الإمام وأبي زكريا الأشعري وأحمد بن فتح بن الرسان وأبي المطرف القنازعي والقاضي يونس بن عبد الله وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي وأبي عبد الله محمد بن عمروس القرطبي، وقد جال ابن عبد البر في شرق الأندلس وغربها، فزار دانية وبلنسية وشاطبة، وتولى قضاء الأشبونة وشنترين في عهد المظفر بن الأفطس صاحب بطليوس، ثم غادر إبن عبد البر إلى بطليوس أيام سقوط الدولة الأموية في الأندلس، وعاش فيها، وعرف بأنه إمام وفقيه، ومؤرخ وقاضي، متبع لمذهب أهل السنة والجماعة، علما أنه كان ظاهريا في البداية، إلا أنه تحول إلى المالكية، إلا أنه يميل إلى فقه الشافعي في بعض المسائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى