مقال

الدكروي يكتب عن الإمام إبن قدامة ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروي يكتب عن الإمام إبن قدامة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام إبن قدامة، ومن مؤلفات الإمام إبن قدامة، أيضا هو كتاب الاستبصار، وهو كتاب في الأنساب، وكتاب الاعتقاد، وذم التأويل، وذم الوسواس، وروضة الناظر وجنة المناظر، وفضائل الصحابة، والقدر، ومسألة في تحريم النظر في علم الكلام، ومناسك الحج، والتبيين في أنساب القرشيين، وتحريم النظر في كتب أهل الكتاب، والبرهان في مسألة القرآن، وذم ما عليه مدعو التصوف، ورسالة إلى فخر الدين بن تيمية في عدم تخليد أهل البدع في النار، وكتاب التوابين، والرقة والبكاء، وفضائل عاشوراء، وفضائل العشر، والفوائد، وصفة العلو لله الواحد القهار، والقدر، وقنعة الأريب في الغريب، والمتحابين في الله، ومختصر علل الحديث، ومختصر الهداية، ومشيخة شيوخه، والكفر والتوحيد، والوصية، ولمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد.

 

وقد بلغ شيوخه رحمه الله عدد اثنين وثلاثين شيخا منهم، الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة والده بدمشق، والشيخ عبد القادر بن عبد الله الجيلى، والإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي ببغداد، والشيخ أبو الفتح نصر بن فتيان بن مطر ابن المني ببغداد، والشيخ أبو المكارم بن هلال بدمشق، والشيخ أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي بالموصل، الشيخ المبارك بن الطباخ بمكة المكرمه، وخديجة بنت أحمد بن الحسن النهروانية ببغداد، ولما رجع الإمام الموفق من بغداد إلى دمشق تصدر في جامع دمشق مدة طويلة، وبعد موت أخيه أبي عمر صار هو الذي يؤم المصلين بالجامع المظفري ويخطب يوم الجمعة إذا حضر، وهو إمام محراب الحنابلة بجامع دمشق فيصلى فيه الموفق إذا كان في البلد، وقال ابن كثير أنه كان يتنفل بين العشاءين بالقرب من محرابه.

 

فإذا صلى العشاء انصرف إلى منزله بدرب الدولعي بالرصيف، وأخذ معه من الفقراء من تيسر، يأكلون معه من طعامه وكان منزله الأصلي بقاسيون، وكان لا يناظر أحدا إلا وهو يبتسم، حتى قال بعض الناس هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه، وقيل أنه ناظر ابن فضلان الشافعي الذي كان يضرب به المثل في المناظرة فقطعه، وقال الضياء كان حسن الأخلاق لا يكاد يراه أحد إلا مبتسما يحكي الحكايات ويمزح وسمعت البهاء يقول كان الشيخ يمازحنا وينبسط، وكان لا ينافس أهل الدنيا، ولا يكاد يشكو، وربما كان أكثر حاجة من غيره، وكان يؤثر، وسمعت البهاء يصفه بالشجاعة، وقال كان يتقدم للعدو وجرح في كفه وكان يرامي العدو، وجاءه مرة الملك العزيز ابن العادل يزوره فصادفه يصلي فجلس بالقرب منه إلى أن فرغ من صلاته ثم اجتمع به، ولم يجوز في صلاته، وقال السبط بن الجوزي.

 

كان صحيح الاعتقاد مبغضا للمشبهة، وقال من شرط التشبيهات أن يرى الشيء ثم يشبهه، من رأى الله تعالى حتى يشبهه لنا؟ وقال ابن رجب أنه لم يكن يرى الخوض مع المتكلمين في دقائق الكلام وكان كثير المتابعة للمنقول في باب الأصول وغيره، ولا يرى إطلاق ما لم يؤثر من العبارات، وقال السبط بن الجوزي شاهدت من الشيخ أبي عمر وأخيه الموفق ونسيبه العماد ما نرويه عن الصحابة والأولياء الأفراد فأنساني حالهم أهلي وأوطاني ثم عدت إليهم على نية الإقامة عسى أن أكون معهم في دار المقامة، وقد تفقه علي يديه الكثير من أهل العلم منهم الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد الواسطي، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي ابن العماد، وأحمد بن سلامة بن أحمد النجار، والحافظ أبو العباس أحمد بن عيسى بن عبد الله ابن قدامة حفيده.

 

وإسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو المرداوي ابن الفراء، وخليل بن أبي بكر بن صديق المراغي، والحافظ محمد بن عبد الواحد بن أحمد السعدي المقدسي ضياء الدين، وعبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان، وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد ابن قدامة شارح المقنع، والحافظ محمد بن سعيد بن يحي ابن الدبيثي الشافعي، والحافظ محمد بن محمود بن الحسن ابن النجار، وكان من أولاد الإمام إبن قدامة، هم عيسى، ومحمد، ويحيي، وصفية، وفاطمة، ومات أولاده الثلاثة في حياته ولم يعقب إلا عيسى خلف ولدين صالحين وماتا وانقطع عقبه، وكان قد تزوج من بنت عمه مريم بنت أبي بكر المقدسي ثم تزوج عزية وماتت قبله، وتسرى بجاريتن، وتوفي الإمام إبن قدامة يوم السبت يوم الفطر عام ستمائة وعشرين من الهجرة، الموافق الثامن والعشرين من شهر اكتوبر لعام ألف ومائتان وثلاث وعشرين ميلادي، ودفن في دمشق بجبل قاسيون خلف الجامع المظفري، وقد شيعته دمشق بجنازة حافلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى