مقال

الدكروري يكتب عن المداومة علي الطاعة ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المداومة علي الطاعة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع المداومة علي الطاعة، ولكن هل تعلمون من هم الفائزون؟ قال الله تعالى ” فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز” ولقد غادرنا رمضان وترك في قلوبنا شيئا من الحزن وغصة في النفس، ولكن هذا شهر مبارك الذى نحن فيه أيضا وهو شهر شوال، وعوضنا الله بأشياء به تبتدئ أشهر الحج شوال، وذو القعدة، وعشر ذي الحجة، ويأتي بعده موسم الحج بأشهر الحج دلالة على الاستمرار في الطاعة، وحتى لا ينسى الناس العبادة، موسم عظيم بعد موسم عظيم وفي هذا الشهر شهر شوال الست، وقضاء الاعتكاف، فقد اعتكف النبى صلى الله عليه وسلم عشرا من شوال، لما فاته الاعتكاف في رمضان، وربما كان يفوته في الغزو والجهاد، وهو شهر بناء ونكاح وإعفاف بالحلال، فقالت السيدة عائشة “تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال.

 

وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال” كما جاء في صحيح مسلم، فعليكم أن تتذكروا بعض الأحكام الشرعية فى من فاته شيء من رمضان كالمسافر والمريض والحائض والنفساء فإنه يقضي بعدد الأيام التي أفطرها لقوله تعالى ” فعدة من أيام أخر” فإن كان الشهر ثلاثين وأفطره لزمه ثلاثين، وإن كان تسعة وعشرين فأفطره لزمه تسعة وعشرون، ويجوز أن يقضيه متتابعا أو مفرقا وهذا هو الراجح، فإن الله لن يشترط التتابع وإنما أطلق فقال فعدة من أيام أخر، وتنبغي المبادرة إلى القضاء، والأولى أن يكون من حين زوال العذر لأنه أسبق إلى الخير وأسرع في إبراء الذمة، ويجوز أن يؤخره حتى لا يكون بينه وبين رمضان الثاني بعدد الأيام التي بقيت، ولا يجوز تأخير القضاء أكثر من ذلك أبدا، ومن فعله فهو عاص عليه التوبة والكفارة، كفارة التأخير، ولكن من أخر لعذر فليس عليه شيء.

 

وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها “كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان” ومن شرع في صوم واجب كالقضاء أو الكفارة والنذر فلا بد له من إتمامه وليس مخيرا في الإفطار، ولا بد من نية لصيام القضاء من الليل، واعلموا رحمكم الله أن قضاء رمضان قبل الست، قبل صيام الست من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ولو لم يكف الشهر شهر شوال للقضاء والست يبدأ بالقضاء، فيبدأ بالواجب، بل إن صيام الكفارة الواجب يقدم على الست ولا قضاء للست بعد شوال، ولكن يصوم من ذى القعدة إذا لم يكف الوقت لاستدراك ما يمكن استدراكه من الخير، والأفضل النية لصيام الست من الليل أحسن خروجا من خلاف أهل العلم، ولكن من أصبح فصام في الصباح ونوى ولم يأكل شيئا فصيامه صحيح، ونفله مقبول عند الله.

 

والصائم متطوع يجوز له أن يفطر أثناء النهار، لحديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يا عائشة هل عندكم شيء؟ قالت فقلت يا رسول الله ما عندنا شيء، قال فإني صائم قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهديت له هدية، قالت فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله أهديت لنا هدية وقد خبأت لك شيئا، قال ما هو قلت حيس طعام من التمر والأقط والسمن قال هاتيه فجئت به فأكل ثم قال قد كنت أصبحت صائما وقال طلحة فحدثت مجاهدا بهذا الحديث، قال”ذلك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها” رواه مسلم لكن إن سلمها للفقير لا يجوز له الرجوع فيها، فإذا حثوا النساء على القضاء الحامل والمرضع كذلك الراجح عليهما القضاء فقط أفطرتا عن نفسيهما أو ولديهما.

 

وإن أطعمتا مع القضاء أحسن، لكن الراجح أن عليهما القضاء فقط كالمريض، وكذلك نذكر الذين لم يخرجوا كل الزكاة بعضهم أخرج جزء من الزكاة في رمضان سارعوا بإخراج بقية الزكاة يرحمكم الله، ويامن أعتقه مولاه من النار إياك أن تعود إليها بعد أن صرت حرا من رق الأوزار، أيبعدك مولاك من النار وأنت تتقرب منها، وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحد عنها، إن كانت الرحمة للمحسنين فالمسيء لا ييأس منها، وإن تكن المغفرة مكتوبة للمتقين فالظالم لنفسه غير محجوب عنها، ورحمة الله واسعة، وإنا لنفرح بالأيام نقطعها، وكل يوم مضى يدنى من الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا، فإنما الربح والخسران في العمل، لقد كنا نعيش رمضان بخيراته وبركاته، ونسعد بقيام ليله وصيام نهاره، ونفرح بتنافس المؤمنين فيه على الخيرات، واجتماعهم على الصلوات، وإمساكهم عن المعاصي والمنكرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى