مقال

السبيل الوحيد لإيقاف الفوضى .. هو التعامل معها

جريدة الاضواء

السبيل الوحيد لإيقاف الفوضى .. هو التعامل معها

 

بقلم : د. نسرين معتوق

 

يعيش العالم حالة من الاضطراب واسعة المدى ، و من الواضح أنها ستكون غير محدودة و غير معلومة المدة أيضاً ، و فضلاً على ذلك فإنها و بالطبع غير معلومة المدى من حيث سلبيات أو إيجابيات نتائجها – فكثيراً ما كانت النتائج على الأرض مفاجأة لأعظم المحللين – و بكل الأحوال فأن كل ما يحدث حولنا – كل ما يحدث حقيقة – لابد و أن له في النهاية سلبيات و إيجابيات ( و كلاهما معاً دائماً و ليس أحدهما منفرداً ) .

 

و لأن مثل هذه الأضطرابات كما ذكرت واسعة المدى ، فهي و لا محالة ستلقي بظلالها على الجميع و ستؤثر على أبسط الجوانب الحياتية للأفراد داخل المجتمع ، بمختلف انتمائتهم الطبقية سواء مادياً أو اجتماعياً .

بالطبع .. أنا هنا لا أناقش أضطرابات سياسية أو أزمات اقتصادية عالمية ، فهي بخلاف ضخامتها – يكفي كونها تعدت مواطنها لتعبر حدود دول أخرى – فأن لمثل هذه الشؤون محلليها و متخصصيها .. أنا هنا أهتم بالإنسان و أبحث شؤونه .

 

و مما لا شك فيه أن أي أضطرابات أو خسائر إقتصادية و أياً ما كانت أسبابها ، إذا ما طالت أي دولة فأنها و بالتبعية تطال الأفراد داخل هذه الدولة .

و لكن يبقى الأسوء هو أن يسقط الفرد تحت سقف من الضغط النفسي و الشعور بعدم الأمان و القلق المزمن بأتجاه المستقبل .. و الحقيقة فإن لا أخطر من ذلك على مستقبل و حياة إنسان و بالتبعية على مستقبل و حياة مجتمع .

رؤيتي .. أن ما يجب أن يتفق عليه الجميع أن لا شيء في ديمومته يسري على وتيرة واحدة ، و أن الثبات ليس من معطيات هذه الحياة و بالتالي فإن كل شيء فيها لابد و أن يخضع في النهاية لمنحنى الصعود تارة و الهبوط تارة أخرى و بالتناوب ،

و سيكون القاسم المشترك في كلا الحالتين أن الجميع سيتأثر و لكن كل بحسب موقعه .

 

أما المتغير الذي سيفرض نفسه و بقوة و في حالة منحنى الهبوط تحديداً .. فهو أن تقليص حجم الخسائر سيختلف و سيعتمد من الدرجة الأولى على قدرة كل شخص على الاستيعاب السريع لكل ما هو متغير حوله و نجاحه في تعامله معه .

 

مواصلة العمل ستبقى هي الطريقة الوحيدة للتحرك من نقاط الهبوط و هي أيضاً الطريقة الأمثل للحد من التأثير السلبي المرتبط بالسقوط فيها ، و لكن يضاف إلي ذلك ضرورة مراجعة إدارة كل فرد لمدخراته و إيراداته ، و أن لم يكن هناك أمكانية للاستغناء عن بعض المتطلبات

 

فالأكيد أن هناك إمكانية لإعادة ترتيب الأولويات أو على الأقل وضع جدول زمني يكون أكثر مرونة لتحقيقها ، و دون ضغط يضيف عبء إلي العبء الذي أحدثته الأضطرابات و الخسائر .

 

في النهاية كل ذلك لن يستمر و سينتهي ، و سيكون المدى الزمني له من حيث طول مدته أو قصرها ، معتمد و بدرجة كبيرة على طريقتنا و حكمة تعاملنا خلال هذه الفترة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى