مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الزمخشري ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الزمخشري ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الرابع مع الإمام الزمخشري، وكتاب الأمكنة والجبال والمياه في الجغرافيا، وكتاب مقدمة الأدب وهو قاموس من العربية إلى الفارسية، وغيرها، والزمخشري من أئمة المعزلة وهو من دعاة المعتزلة الكبار، والمعتزلة فرقة مبتدعة من أبرز عقائدها القول بخلق القرآن الكريم، نفي رؤية الله جل وعلا، يوم القيامة، والقول بتعطيل صفات الله تعالى، والقول بتخليد مرتكب الكبيرة في النار في الآخرة إذا لقي الله تعالى ولم يتب أو لم يقم عليه الحد في الدنيا وغيرها من الأقوال الموقعة في الضلال، وقد قال عنه الذهبي عنه الزمخشري هو العلامة وكبير المعتزلة، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي النحوي صاحب الكشاف والمفصل في النحو، وكان داعية إلى الاعتزال سامحه الله تعالى، وقال عنه أيضا في ترجمة الزمخشري أنه صالح.

 

لكنه داعية إلى الاعتزال أجارنا الله، فكن حذرا من كشّافه، فهو من دعاة المعتزلة الكبار ومن الذين يقومون بنشر عقائد المعتزلة من خلال التعسف في فهم الآيات القرآنية، وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وأما الزمخشري فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد، وغير ذلك من أصول المعتزلة، وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها ولا لمقاصده فيها، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة، ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين، ورغم أن الزمخشري كان فارسيا إلا أنه كان يفضل اللغة العربية، وألف فيها تآليف غنية، جاء في دائرة المعارف البريطانية في مادة الزمخشري رغم أن بعض أعماله بالفارسية، إلا أنه كان من المؤمنين بتفوق اللغة العربية.

 

ومن المعارضين للشعوبية ومن مؤلفاته في اللغة هو أساس البلاغة، والمستقصى في الأمثال، والفائق في غريب الحديث، ومقدمة الأدب وهو قاموس من العربية للفارسية، والقسطاس في علم العروض، وفي النحو المفصل في صنعة الإعراب، والأنموذج، والمفرد المؤلف، وفي الحديث مشتبه أسامي الرواة، وفي التفسير، تفسير الكشاف المشهور، وفي الفقه، الرائض في علم الفرائض، وفي الزهد أطواق الذهب في المواعظ، وكتاب النصائح، وفي الجغرافيا كتاب الامكنه والجبال والمياه، وفي الأدب له مقامات يطلق عليها مقامات الزمخشري، وهي تتكون من مقدمة، وخطبة، وخمسين مقالة، وفي المقدمة قدم نصائح لمن يتناول الكتاب بالتأني في قراءته والوقوف علي كل لفظ وتفهم المعاني الواردة، كما نصح بألا يقدم الكتاب إلا لعالم أو متدين أو أديب.

 

كذلك طلب ممن يريد نسخ الكتاب أن ينسخه بخط جيد وأن يضع عليه اسم المؤلف كما طلب الدعاء له بالرحمة والرضوان، وفي الخطبة صنع مدخلا للمقامات وجعلها أساسها هو نصيحة نفسه وذلك عندما أصابه مرض في شهر رجب سنة خمسمائة وإثني عشر من الهجرة، فأخذ عهدا علي نفسه إن شفاه الله من المرض، أن يسلك مسلك الجد وأن يبتعد عن السلاطين والأمراء ويقلع عن مدحهم والتماس العطايا منهم، وفي آخر الخطبة أخذ العهد علي نفسه أن يتعلم علوم القرآن والحديث والعلوم الشرعية، أما المقامات فقد نوع موضوعاتها بين الحكمة والوصايا والأدب والتاريخ إلى غير ذلك من الكتب القيمة، وأشهر كتبه على الإطلاق هما تفسير الكشاف، وأساس البلاغة، وفي نهاية المطاف وبعد رحلة طويلة عاد الإمام الزمخشري إلى خوارزم بعد ذلك حيث توفي في عاصمتها الجرجانية، فتوفي ليلة عرفة سنة خمسمائة وثماني وثلاثين من الهجرة، الموافقه عام ألف ومائة وثلاث وأربعين ميلادي رحمه الله رحمة واسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى