مقال

الدكروري يكتب عن الإمام السخاوي ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام السخاوي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وعلم شدّة حرصه على ذلك فكان يرسل خلفه أحيانا بعض خدمه لمنزله يأمره للمجيء للقراءة” وهنا يفيض السخاوي في ذكر الكتب والمتون التي قرأها ودرسها على شيخه ابن حجر، سواء من تصنيفه أو تصنيف غيره، ومعظمها في الحديث، ودرس عليه أيضا التاريخ والتراجم ودرس في الوقت نفسه على كثير من شيوخ العصر، ويقول لنا السخاوي إنه لم ينفك عن ملازمة أستاذه، ولا عدل له بملازمة غيره من علماء الفنون خوفا على نقده، ولا ارتحل إلى الأماكن النائية بل ولا حج إلا بعد وفاته لكنه حمل عن شيوخ مصر الواردين إليها كثيرا، وفي الأوقات التي لا تعارض وأوقاته سيما حين اشتغاله بالقضاء وتوابعه، وقد لبثت هذه العلاقة الوثيقة بين التلميذ وشيخه حتى توفى ابن حجر في أواخر سنة ثماني مائة واثنين وخمسين من الهجرة، وترك السخاوي تراثا علميا ناصعا في الحديث والتاريخ.

 

 

منه في الحديث، كتاب الجواهر المكللة في الأحاديث المسلسلة، والغاية في شرح الهداية في علم الرواية لابن الجزري، وشرح التقريب والتيسير لمعرفة البشير والنذير للنووي، وشرح الشمائل النبوية للترمذي، والتحفة المنيفة فيما وقع من حديث أبي حنيفة، والتوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر، وفتح المغيث بشرح ألفية الحديث، والقول البديع في فضل الصلاة على الحبيب الشفيع، والمقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة وكما ترك السخاوي في التاريخ والتراجم، كتاب الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع، والتبر المسبوك في ذيل السلوك، جعله تتمة لكتاب السلوك للمقريزي، وبغية العلماء والرواة في أخبار القضاة وهو ذيل رفع الإصر لابن حجر العسقلاني، وهو كتاب ألفه شمس الدين السخاوي وهو مؤلف في ترجمة كبار القضاة وهو قضاة القضاة في مصر.

 

وكما ترك السخاوي كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ، والجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، ومما طبع للسخاوي أيضا هو كتاب الابتهاج بأذكار المسافر الحاج، والاتعاظ بالجواب عن مسائل بعض الوعاظ، كذا وقع اسمه في إرشاد الغاوي وهي مخطوطة إرشاد الغاوي بخط ابن فهد، لكنه طبع باسم الإيقاظ بالجواب عن مسائل الوعاظ، وأيضا الأجوبة العلية عن الأسئلة الدمياطية، والأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأسئلة الحديثية، وارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد، وإرشاد الغاوي، بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي، واستجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف، والتماس السعد في الوفاء بالوعد، والإلمام في ختم سيرة ابن هشام، والانتهاض في ختم الشفا لعياض، وبذل المجهود في ختم السنن لأبي داود، وبغية الراغب المتمني في ختم سنن النسائي رواية ابن السني.

 

والبلدانيات العليات، وتحرير الجواب عن ضرب الدواب، وتحرير المقال في الكلام على حديث كل أمر ذي بال، وتحرير المقال والبيان في الكلام على الميزان، والتحصيل والبيان في سياق قصة السيد سلمان، وتحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والبقاع المباركات، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، وتخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم، وتخريج أربعي الصوفية للسلمي، وتقريظ كتاب الحدائق الغوالي في قباء والعوالي، وتكملة ضم المسند المعتلي إلى إتحاف المهرة في أطراف العشرة لابن حجر العسقلاني، وثبت شيخ الإسلام القاضي زكريا بن محمد الأنصاري، والجواب الذي انضبط عن لا تكن حلوا فتسترط، وجواب عن تزوير اليهود كنيسة بيت المقدس، وجواب في الجمع بين حديثين هما دعاؤه لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه.

 

والجواهر المجموعة، والخصال الموجبة للظلال، ورجحان الكفة في بيان نبذة عن أخبار أهل الصفة، والسر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم، وطبقات الأولياء المكرمين، وعمدة القاري والسامع في ختم الصحيح الجامع، وعمدة المحتج في حكم الشطرنج، وغنية المحتاج في ختم صحيح مسلم بن الحجاج، والفخر المتوالي فيمن انتسب للنبي من الخدم والموالي، وقرة العين بالمسرة الحاصلة بالثواب للميت والأبوين، والقناعة مما تحسن الإحاطة به من أشراط الساعة، والقول المعتبر في ختم النسائي رواية ابن الأحمر، والقول المنبي عن ترجمة ابن عربي، والمتكلمون في الرجال، والمنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي، ووجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام للذهبي وطبع أيضا باسم الذيل التامّ على دول الإسلام، وتبدأ المرحلة الثانية في حياة السخاوي وهي مرحلة درس وتحصيل أيضا ولكن خارج مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى