مقال

الدكروري يكتب عن الطيبات والخبائث في ميزان الحق ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الطيبات والخبائث في ميزان الحق ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

حتي نزل قوله تعالي فى سورة البقرة ” قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره” وأما عن الحلال بين والحرام بين وعلاقة ذلك بليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة، فتحويل القبلة تحويل للقلوب ناحية الصواب وفي هذه الليلة لا يغفر الله تعالى إلا لمن طهر قلبه ونقاه وغسله من الذنوب والدنائس، ولقد ختم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذا الحديث الذي هو بمثابة ثلث الدين عندما قال ” ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله” وإذا صلح صلح كل شيء، وإذا فسد فسد كل شيء، فلا تنفع موعظة، ولا تجدي نصيحة، ولا تؤثر خطبة إذا لم يكن صالحا، ولربه خاشعا، وهو القلب، فإذا صلح فهو الآمر والناهي، والرادع عن كل خلل، والمانع من كل زلل.

 

لذلك هناك علاقة وطيدة بين صلاح القلب في كل وقت وليلة النصف من شعبان التي ترفع فيها الأعمال إلي الله ولا يقبل فيها إلا سليم الصدر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه ” رواه الطبراني، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن ” رواه ابن ماجه، وابن حبان، وإن من فضائل سلامة الصدر هو جمعية القلب على الخير والبر والطاعة والصلاح، فليس أروح للمرء ولا أطرد للهم ولا أقر للعين من سلامة الصدر على عباد الله المسلمين، ومن فضائل سلامة الصدر أنها تقطع سلاسل العيوب وأسباب الذنوب، فإن من سلِم صدره وطهر قلبه عن الإرادات الفاسدة.

 

والظنون السيئة عفّ لسانه عن الغيبة والنميمة وتحرى الحلال وابتعد عن الحرام، فينبغي على العبد أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن، وأن يبتعد عن المعاصى والذنوب التي تحجبه عن هذه المغفرة، فالحلال بين والحرام بين، وصاحب القلب السليم ينجو ولن ينفعه غير ذلك، فيقول تعالى ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم” وإن الحرام أنواع ومنها أكل مال الغير بالباطل أي دون مقابل كالرشوة والربا والغش والضرر، وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن أكل أموال بعضهم بالباطل، وقد أخبر الله تعالى أيضا أن الخمر والميسر يؤديان إلى البغضاء والعداوة ويصدان عن ذكر الله وعن الصلاة وأنهما رجس من عمل الشيطان، فكيف يرضى عبد لنفسه وهو يدعى الإسلام ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم يتعاطى ما يجمع هذه الصفات الذميمة.

 

التي تكفي الواحدة منها في بعد العاقل عنها ما دامت رجسا نجسا من عمل الشيطان وتسبب العداوة والبغضاء اللتين هما أضر شيء على المجتمعات وينتج عنهما التهاجر والتقاطع اللذان يسببان عدم رفع الأعمال إلى الله تعالى، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “تعرض الأعمال على الله كل اثنين وخميس إلا رجلان بينهما شحناء فيقال دعوا هذين حتى يصطلحا” وإن القمار من أفعال الجاهلية، فقد روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، الميسر هو القمار كانوا يتسامرون في الجاهلية إلى مجيء الإسلام فنهاهم الله تعالى عن هذه الأخلاق القبيحة، ويتحقق القمار في كل لعب يجعل فيه رهان، ويقول الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه الشطرنج من الميسر، وقال غيره كل شيء من القمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب والبيض التي تلعب بها الصبيان.

 

وقال ابن مسعود “اجتنبوا هذه الكعاب الموسومة فإنها الميسر” وروى مسلم في صحيحه عن بريدة بن الحصيب قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لعب بالنردشير فكأنما وضع يده في لحم خنزير ودمه” وفي موطأ مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله” وروى الإمام أحمد بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال” مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلى مثل الذى يتوضأ بالقيح ولحم الخترير ثم يقوم فيصلي” وما ورد من الأسماء المباينة لهذه الألعاب فكلها تعود إلى أصل واحد وهو أن كل لعب يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة ويؤخذ عل أثره أموال فهو من الميسر الذي حرمه الله عز وجل سواء وافق مسماه اسم الألعاب المذكورة في الأحاديث والآثار التى مر ذكرها أو خالفها، فينبغي للمؤمن أن يكون يقظا في أمر دينه ولا يخدعه الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء والهوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى