مقال

الدكروري يكتب عن الطيبات والخبائث في ميزان الحق ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الطيبات والخبائث في ميزان الحق ” جزء 1″

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

يعيش الإنسان في هذا الزمان وقد تناسي التعاليم الإنسانية والأخلاقية الإسلامية إلا ما رحم الله من عبادة فأصبح الكثير من الناس يسعوا من أجل الحصول علي المال من أي طريق وأصبح لا يبالي المرء إذا كان هذا الطريق حلال أم حرام وهل هو طريق جائز شرعا أم محرما، وقد بيّن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لأمته الحلال والحرام من الأقوال والأعمال والأشياء، فأحل لهم الطيبات وكل ما فيه منفعة، وحرم عليهم الخبائث وكل ما فيه مضرة، فقال الله سبحانه وتعالى في وصف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء فى سورة الأعراف ” الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراه والأنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون”

 

والمحرمات لها أربع مراتب، فأدناها الفواحش، وأشد منها تحريما الإثم والظلم، وأشد منهما تحريما الشرك بالله سبحانه، وأشد تحريما من كل ما سبق القول على الله بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله، وفي دينه وشرعه كما قال الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الأعراف ” قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون” فالقول على الله بلا علم أشد هذه المحرمات تحريما، وأعظمها إثما عند الله، فهو يتضمن الكذب على الله تعالى، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات ما نفاه، وإحقاق ما أبطله، وإبطال ما أحقه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، ووصف الله عز وجل بما لا يليق به في ذاته وأسمائه وصفاته، وأقواله وأفعاله، فليس في جنس المحرمات أعظم عند الله منه.

 

ولا أشد إثما، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله عز وجل بلا علم، فلا يجوز لأحد أن يقول على الله تعالى بلا علم، ويكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة النحل ” ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب أليم” وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” من كذب على متعمدا فليتبؤا مقعده من النار ” رواه البخارى ومسلم، وإن الله عز وجل يغار على حدوده، ومن غيرة الله تعالى أن يأتي العبد ما حرم الله عليه، ولأجل غيرته سبحانه حرّم أشياء، وأباح أشياء لأن الخلق عبيده وإماؤه، فهو يغار على إمائه كما يغار السيد على جواريه، ولله المثل الأعلى، ويغار على عبيده أن تكون محبتهم لغيره.

 

بحيث تحملهم تلك المحبة على عشق الصور، وفعل الفاحشة، ويغار على خلقه جميعا أن يتركوا ما ينفعهم، ويأكلوا ما يضرهم، أو يفعلوا السيئ والقبيح من الفواحش والآثام، ويتركوا الحسن والجميل من الأقوال والأعمال والأخلاق، أو يقعوا في ظلم العباد، فالربا كله ظلم، والغش ظلم، والغصب ظلم، والاحتكار ظلم، وقد لعن الله عز وجل كل ظالم، وتوعده بالعذاب الأليم فقال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة النساء ” إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا” وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” آكل الربا ومؤكلة وكاتبه وشاهديه، وقال هم سواء ” رواه مسلم، وعلى العبد أن يسأل عن الحلال والحرام فيما أشكل عليه ويسأل العلماء الربانين، ومما ينبغي الانتباه إليه أنه إذا نزلت النازلة بالمفتي أو الحاكم.

 

فإما أن يكون عالما بالحق فيها، أو غالبا على ظنه أو لا يعلم، فإن لم يكن عالما بالحق فيها، ولا غلب على ظنه لم يحل له أن يفتي ولا يقضي بما لا يعلم، ومتى أقدم على ذلك فقد تعرض لعقوبة الله تعالى، وإن كان عالما بالحق فيها أو غلب على ظنه لم يحل له أن يفتي ولا يقضي بغيره، فقال الله تعالى فى سورة هود ” ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين” والسؤال هل هناك علاقة بين حديث الحلال بين والحرام بين وبين تحويل القبلة وليلة النصف من شعبان ؟ وبادئ ذي بدء أن هذا يوافق الكلام فتحويل القبلة من بيت المقدس بفلسطين إلي مكة المكرمة كان بمثابة تحويل في كل شيء حتي تحويل القلوب ناحية الرضي وأولهم قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم دون أن يطلب ذلك صراحة من الله تعالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى