مقال

الدكروري يكتب عن الإمام فخر الدين الرازي ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام فخر الدين الرازي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام فخر الدين الرازي هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي الرازي، الطبرستاني المولد، القرشي، التيمي البكري النسب، الشافعي الأشعري الملقب بفخر الدين الرازي وابن خطيب الري وسلطان المتكلمين وشيخ المعقول والمنقول، وهو إمام مفسر فقيه أصولي، وعالم موسوعي امتدت بحوثه ودراساته ومؤلفاته من العلوم الإنسانية اللغوية والعقلية إلى العلوم البحتة في الفيزياء، والرياضيات، والطب، والفلك، وولد الإمام الرازي في مدينة الريّ، وهو قرشي النسب، وأصله من طبرستان، ورحل إلى بلاد خوارزم وما وراء النهر وخراسان، وأقبل الناس على كتبه يدرسونها، وكان يحسن اللغة الفارسية، وكان قائما على نصرة الأشاعرة، كما اشتهر بردوده على الفلاسفة والمعتزلة، وكان إذا ركب يمشي حوله ثلاث مائة تلميذ من الفقهاء، ولقب بشيخ الإسلام في هراة، وله تصانيف كثيرة ومفيدة في كل فن.

 

ومن أهمها التفسير الكبير الذي سماه مفاتيح الغيب وقد جمع فيه ما لا يوجد في غيره من التفاسير، وله كتاب المحصول، في علم الأصول، وكتاب المطالب العالية، وكتاب تأسيس التقديس، في علم الكلام، وكتاب نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز، في البلاغة والأربعين في أصول الدين، وكتاب الهندسة، وقد اتصل الرازي بالسلطان محمد بن تكشي الملقب بخوارزم شاه ونال الحظوة لديه، وقد احتل الرازي المنزلة الرفيعة والمكانة العالية، ونال تقدير واحترام المجتمع على اختلاف طبقاته، فبالغ في احترامه العلماء وطلاب العلم، والسلاطين، وخاصة الناس وعامتهم ولقد ترك الإمام الرازي في كل علم من العلوم المعروفة في زمانه مؤلفات وآثارا تشهد له بذلك، وتؤيد أن نيله لتلك المكانة العلمية كان عن جدارة واستحقاق، ولقد تواترت أقوال العلماء والمؤرخين الذين وصفوه بأحسن الكلام ورفعوه إلى أسمى المراتب.

 

التي تدل على أنه حظي بمكانة عظيمة بين العلماء لم ينلها عالم آخر في عصره، ويقول عنه ابن أبي أصيبعة هو الإمام فخر الدين أبو عبد الله محمد بن العمر بن الحسين الرازي أفضل المتأخرين وسيد الحكماء المحدثين، قد شاعت سيادته، وانتشرت في الآفاق مصنفاته وتلامذته، وكان إذا ركب يمشي حوله ثلاثمائة تلميذ فقهاء وغيرهم وكان خوارزمشاه يأتي إليه، وكان ابن الخطيب شديد الحرص جدا في سائر العلوم الشرعية والحكمية، جيد الفطرة، حاد الذهن، حسن العبارة، كثير البراعة، قوي النظر في صناعة الطب ومباحثها، عارفا بالأدب، وله شعر بالفارسي والعربي، وكان عبل البدن، ربع القامة، كبير اللحية، وكان في صوته فخامة، وكان يخطب ببلده الري وفي غيرها من البلاد، ويتكلم على المنبر بأنواع من الحكمة، وكان الناس يقصدونه من البلاد، ويهاجرون إليه من كل ناحية على اختلاف مطالبهم في العلوم.

 

وتفننهم فيما يشتغلون به، فكان كل منهم يجده عند النهاية القصوى فيما يرومه منه، وكان الإمام فخر الدين قد قرأ الحكمة على مجد الدولة الجيلي بمراغة، وكان مجد الدين هذا من الأفاضل العظماء في زمانه، وله تصانيف جليلة، ويقول عنه الإمام ابن العماد الحنبلي، الإمام فخر الدين الرازي العلامة أبو عبد الله، محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل، الشافعي المفسر المتكلم، صاحب التصانيف المشهورة، ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، واشتغل على والده الإمام ضياء الدين خطيب الري، صاحب محي السنة البغوي، وكان فخر الدين ربع القامة، عبل الجسم، كبير اللحية، جهوري الصوت، صاحب وقار وحشمة، له ثروة ومماليك وبزة حسنة وهيئة جميلة، إذا ركب مشى معه نحو الثلاثمائة مشتغل على اختلاف مطالبهم، في التفسير، والفقه، والكلام، والأصول، والطب، وغير ذلك، وكان فريد عصره.

 

ومتكلم زمانه، رزق الحظوة في تصانيفه، وانتشرت في الأقاليم وكان له باع طويل في الوعظ، فيبكي كثيرا في وعظه، وسار إلى شهاب الدين الغوري سلطان غزنة، فبالغ في إكرامه، وحصلت له منه أموال طائلة، واتصل بالسلطان علاء الدين خوارزم شاه، فحظي لديه، وكان بينه وبين الكرامية السيف الأحمر، فينال منهم وينالون منه، سبا وتكفيرا، حتى قيل أنهم سموه فمات، وخلف تركة ضخمة، منها ثمانون ألف دينار، وتوفي بهراة يوم عيد الفطر، وقاله جميعه في العبر، وقال ابن قاضي شهبة ومن تصانيفه تفسير كبير لم يتمه، في اثني عشر مجلدا كبارا، سماه مفاتيح الغيب، وقال عنه شمس الدين الداوودي في طبقات المفسرين، الإمام العلامة سلطان المتكلمين في زمانه، فخر الدين، أبو عبد الله القرشي البكري التيمي، من ذرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى