مقال

الدكروري يكتب الحكمة من شرعية النكاح ” جزء 2″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب الحكمة من شرعية النكاح ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وأن يفكروا ما هو المقصود من النكاح، أهو المال وأن المرأة سلعة تباع وتمنع بحسب ما يبذل فيها من المال ؟ وكل هذا لم يكن ؟ فالمرأة أكرم من السلعة، وهي أمانة عظيمة، وجزء من أهلها ولنرجع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه في هذا وفي غيره، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألا لا تغلو في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نساءه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية، وان الرجل ليغلو في صداقه حتى يكون لها عداوة في نفسه وحتى يقول كلفت إليك علق القربة أي تكلفت دفع كل شيء عندي إليك حتى علق القربة وهو الحبل الذي تعلق به، فيا أيها المسلمون، فلنتقي الله في أنفسنا، وفي فتياتنا، ونحاول أن نسعى في زواجهن كل ما أعطينا من إمكانيات.

 

وأن يحمد العبد ربه إذا قدما لفتياته من فيه دين وخلق وأمانة، فإن هذه الفتاة أمانة في أعناق أبيها وأمها، إلى أن يتسلمها زوج ذو تقي وصلاح تسعد في حياتها،وهذا شرع الله، فتمسكوا بشريعة ربكم، وقوموا بما أوجب الله عليكم، فإن غلاء المهور موجب لتعطيل كثير من النساء والرجال عن الزواج ولربما حاول البعض الزواج من الخارج الذي يسبب له مصائب ومتاعب كثيرة وربما يحصل به تغيير المجتمع في عاداته وأحواله وربما في عباداته لأن للخلطة تأثيرا كبير في تغيير الأمور، فلنتقي الله في مهور النساء، لننفق على الحد المعقول لا إفراط ولا تفريط ومن العوائق عن الزواج أيضا عزوف كثير من الشباب نساء ورجال عن الزواج بحجج واهية أوهن من بيت العنكبوت، منها احتجاجهم على عدم الزواج بتكميل الدراسة وهذه حجة داحظة فان النكاح لا يمنع من المضي في الدراسة والنجاح فيها.

 

بل ربما يكون عون على ذلك فأن الشاب الصالح إذا وفق بزوجة صالحة وسادت بينهما روح المودة صار كل واحد منهما عونا للآخر، على دراسته وقد لوحظ أن الطلبة المتزوجين هم المتفوقون في الدراسة في الغالب فاتقوا الله أيها الشباب ولا يكون هذا عائق لكم عن الزواج إن استطعتم إلي الزواج سبيلا، ومن الأمور التي تحول دون الزواج منع الأولياء مولياتهم من الزواج لسبب أو لآخر، ومنها على وجه الخصوص إذا كانت ابنته موظفة يتقاضى من وراءها مالا، فيخشى إن زوجها ينقطع عنه هذا المال فهو يرد الخاطب بحجة كاذبة، ألا فاتقوا الله عباد الله وكونوا عونا لأبنائكم على العفاف والحصانة، ولقد كانت الزوجات في الماضي القريب قبل عشرات السنين ينال الناس منها خيرا فكانت ثمارها خيرا، سهولة في المهور اقتصاد في الولائم مع كرم جميل حسن، يعطي الأقارب والجيران من الهدايا.

 

ما يجدون فيه خيرا كثيرا من الملابس والأطعمة، حتى الصغار كانوا يعطون شيئا من النقود يفرحون بها مع الناس، فكان الجميع يدعوا بالتوفيق والذرية الصالحة، وصلاح الأحوال، أما زواجات اليوم أو أكثرها فحقيقتها التعب والشقاء، والترف والإسراف والفخر والخيلاء، والخسائر الفادحة في الدين، والوقت، والمال، وأما المنكرات والمحرمات فكفر بالنعم، وتعدي لمحارم الله تعالي، وترك للصلوات، وغناء ورقص وطرب إلى الهزيع الأخير من الليل، والأمر في ذلك لا يخفى على الجميع، ومن العجيب الغريب، أن أكثر من يدعون إلى حضور هذه الزواجات يأتون إليها على مضض ومن غير رغبة بل هي المجاملة ليس إلا، فعلينا عباد الله التفطن لهذه الأمور فإن كان ولابد من الحضور فليكن الشعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن من أسباب العنوسة أيضا هو امتناع بعض فتياتنا من الزواج.

 

إن قيل إن هذا المتقدم له زوجة أخرى، فإن له زوجة أخرى فإنه تسمع الصراخ والعويل والضجة الشديد، فكيف تقبل رجل له امرأة أخرى؟ وما تعلم لعل ذلك خير ولعل زواج من امرأة أخرى لا يضيق عليك ولا يؤثر عليك، فبقائك مع زوج وإن تعددا النسوة خير من عنوسة وذهاب العمر بلا فائدة ولا ثمرة، ومن أسباب العنوسة أيضا هو أن بعض المطلقات قد تصاب بالإحباط وترى أن طلاقها لا يمكن تزوجها بعد زواج بعدها، فإن نظر المجتمع للمطلقة نظر قليل، لا ينظرون للمطلقة نظر احترام يقولون هذه مطلقة فكيف يتزوجها أخر؟ فتصاب بالإحباط في نفسها لما تواجه من بعض المتصورات الخاطئة، وتصور خاطئ من بعض أفراد المجتمع، وأن المطلقة لا يمكن الزواج بها، ولماذا؟ ليس الطلاق عن عيب فيها قد تكون طلقة، في عيب بالزوج المطلق، وقد تكون طلقة أيضا لأن الله لم يكتب بينهم المودة والحبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى