مقال

شفرات الحياة…… بقلم د/عبير منطاش

شفرات الحياة
د/عبير منطاش

الحياة عبارة عن شفرات يحتاج الإنسان لفهمها للتغلب على صعوبتها وتعقيدهاوذلك يحتاج للتطوير الدائم على الصعيد الروحي والنفسي والجسدي، كما يحتاج للتعرف على الجديد دائما في كل مجال يخدم الإنسان ويوفر له حياة مريحة وسعيدة خالية من المشاكل والسلبيات
فنحن نحتاج إلى فك ثلاث شفرات هامة في الحياة وهى شفرة تعامل الإنسان مع الله، وشفرة تعامل الإنسان مع نفسه، وشفرة تعامل الإنسان مع المحيط به من علاقات صداقة، علاقات زوجية وغيرها من العلاقات الإجتماعية والأهم من ذلك هو التوازن الصحي بين كل نواحي الحياة.
اولا: شفرة تعامل الإنسان مع الله سبحانه وتعالى، وهنا الأمر لا يتعلق بتطبيق العبادات والذكر فقط وإنما لأبعد من ذلك
من رضا بقضاء الله، وحسن الظن بالله، وطلب رضاء الله بالبعد عن المعاصي لأني لاحظت للأسف الشديد مؤخرا أن وعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى عند البعض
هي علاقه بالصلوات والزكاة والصيام وغيرها من الفروض وأن ذلك لا يمنع البعض بارتكاب أبشع الجرائم و الأفعال المحرمة وكأن العبادة شيء وحياتهم الشخصية شيء آخر لذلك بداية وددت أن
الشفرة الأولي في حياتك أن تكون على صله قوية بالمصدر الأساسي للحياة وهو الله جل جلاله .

ثانياً : شفرة تعامل الإنسان مع نفسه وهنا نحتاج أولا أن نسأل سؤال من أنت أيها الإنسان ماهى مكوناتك لكي تعرف كيف تتعامل معها وأنا أرى أن الإنسان
مكون من ثلاثة أشياء الروح والنفس والجسد.
الروح: هى السر الإلهي الذي وضعه الله في الإنسان
النفس وللانسان سبعة أنفس لكن أشهرها ثلاثة النفس الإمارة بالسوء ، النفس اللوامة، والنفس القوامة أو الملهمة، والنفس تحمل العقل والقلب ويحاسب الله النفس على افعالها.
أما الجسد فهو الوعاء الذي يحمل الروح والنفس.

وهنا من خلال معرفتك كإنسان لما تحتويه يمكنك إدراك كيف تتعامل مع كل شيء داخلك من خلال معرفتك له.

وكلما كنت على وعي وإدراك لنفسك وذاتك ساعدك ذلك على فك شفرة نفسك لكي تعرف الهدف من وجودك و ما هى رسالتك في الحياة لم يخلق الإنسان عبثا وإنما لكل
منا دور ورسالة لابد أن يقوم بها ولن يخبرك أحدا بها عليك إكتشاف ذلك بنفسك.

ثالثا:شفرة علاقتنا بالآخرين والمحيط حولنا من عائلة، اصدقاء ، جيران، زملاء عمل، علاقة زوجية، علاقتنا بأبنائنا.
ولفك هذه الشفرة عليك أن تكون أكثر وعيا وإدراك لأنك هنا ستتعامل ليس مع نفسك
فقط وإنما مع نفوس أخرى منها الصالح ومنها الطالح، ولكل نوع من العلاقات معاملة خاصه به، تعاملك مع صديقك يختلف عن تعاملك مع مديرك يختلف عن
تعاملك مع زوجك أو زوجتك، وبالطبع يختلف مع إبنك أو بنتك.

وهنا استوقفني سؤال وهل أجدادنا كانوا بحاجة إلى فك هذه الشفرات أو اللجوء إلى دراسات وأبحاث للتعلم وأخذ الخبرة؟؟

وجاوبت على سؤالي بنفسي لا لم يكونوا بحاجة لذلك!!! لكن لماذا ؟؟

من وجهة نظري أن ذلك بسبب أننا بعدنا عن فطرتنا آلتي خلقنا الله علينا فضللنا الطريق وضاعت المبادىء التى كان أجدادنا
يعرفونها بفطرتهم لم يحتاج أحد منهم أن يأخذ كورس لكيفية التعامل مع الزوج أو الزوجة ، أو كيف يربي أبناءه.

بينما اليوم نحن نحتاج إلى ذلك، نحتاج أن نرشد شبابنا الذين عميت أبصارهم عن الحقائق والأصول، نحتاج أن نعلم ابنائنا
وبناتنا معني الحياة الزوجية الصحيحة، فهى ليست كلام معسول أو فرح وزينة، وعلاقة حميمية الموضوع أصبح أعمق من ذلك بكثير، شبابنا بحاجة إلى الثقافة التي تؤهله أن يكون إنسان صالح في مجتمعه
يعرف واجباته قبل أن يطالب بحقوقه.

نحن نحتاج كمجتمع إلى ثقافة إنشاء إنسان سوي منذ الصغر ، نحتاج لتعديل سلوك الآباء والأمهات الذين ضلوا الطريق
والآن يعضوا أصابعهم ندما لأنهم يحصدون ما زرعوا.

ارجو أن أكون قد وصلت الفكرة كاملة وهي أننا نحتاج للثقافة والعلم في حياتنا حتى نستطيع التعامل مع التغيرات التي طرأت على مجتمعنا بفئاته المختلفة، من إنهيار الأخلاق، والاستهانة بكل شيء حتى الحياة، وكيفية التوازن للعبور بأبنائنا إلى بر الأمان…دمتم سالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى