أنوار الحفل وظلام الوجوه
أنوار الحفل وظلام الوجوه
بقلم. : مها السبع
وذهبت الحفل وسيرت ببطء مرتعشة الخطى وفجأة أنطفت الأنوار أمامي في الوقت الذي تتوهج به الحفل بالأنوار حاولت كثيرا وكثيرا أن أستعيد قوة نظري كي أشاهد ضيوف الحفل والنور يلمع بوجوههم وأنا الوحيده الذي أنقطعت عني مشاهدتهم سرت أصرخ وأصرخ بأعلى صوتي أين أنتم أين وجوهكم أين الإنسان فما كاد أحدا أن يجيبني والجميع منشغل هذا يضحك في وجه هذا وهذا يحادث هذا وهذا يتغزل في هذا نعم إني أسمعهم أعرفهم ألا يوجد أحد يهرول إلي ويسمعني مثلما أسمعكم
وما كان أن يزداد ظلام وظلام فأسرعت فوجد أمامي من يكذب ويجمل الحديث
توجهت للخلف فوجد من يتحدث بقول الله وهو يجهل دينه
جلست باكيه وشعرت بالراقصات وشاربي الخمر على مأدبة يسودها الصقر ثم نظرت لأعلى السماء وأحادث رب العباد و فرح قلبي وفجأة
رأيت طفلا وهذا كان أول نور ما شهده بالحفل وهو يتسلل ويأخذ باقة من الورد فتعجبت ماذا سيفعل به فما كان أن يأخذ قطعة حلوى أم يأكل ويشرب أفضل ولماذا الورود ولماذا شهد هذا فقط من الحفل
وتسلل لي الطفل
وأهداني الورود والشموع توجهت له بالشكر وقلت له الورود هي مصدر الرائحة الجميلة والشموع هي مصدر النور نظر الطفل وقال إذن ما أجمل منهما
قلت له بصوت عالي ذات ثقة لالا لا
فقال الطفل ماذا تريدين
قلت أريد نورا فتعجب أكثر وقال الحفل مليئة بتوهج أنوارها وزينتها وتفاخر وتباهي بما فيها
ومع كل هذا لم تشاهدي
قلت نعم
عندما ذهبت لحفل الدنيا أرد أن أشاهد وجوه البشر على حقيقتهم ولكن أصبت بعمى الظلام لأن عالمي لا يشبه عالم غيري
وجد الكذب بالحديث وجد أقنعة الوجوه صرخت وصرخت لم ولن يسمعني أحد فما كان بي أن أتوجه لسماء وهنا كانت رسالة ربي أن أشاهدك دونا باقي الحفل
رد الطفل وقال والمفاجآة الأعظم أنا ليس طفل أنا نور الفجر و الأمل وورودي هذا هي رائحة جمال الصدق و أمنيتي لكشف الأقنعة وعدم التجمل والشموع هي النور الذي يحل بعد الظلام ولأن أنا الوحيد الذي سمعتك ولأن عالمي يشبه عالمك قد شاهديني أنا
وقد أزيح الستار وارتفع صوتهما وتغنوا سويا
وقالوا
كم تمنينا أن يتخلص العالم من أقنعة الوجوه لنراكم
حفل الدنيا مليئة بأنوار الضوء والظلام عماكم
كيف الوصول للقلوب دونا مشاهدة الحقائق
هيا لنور الفجر قد نداكم وما أجمل من إنسان تخلص من أقنعة الوجوه وهداكم
بعد هذا قد تكشفت الوجوه فما كان أن يتوهج الحفل بالنور الحقيقي
وهو وجوه دونا أقنعة
